للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[حقيقة الإمساك بمعروف والمفارقة بمعروف]

قال تعالى: {فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ} [الطلاق:٢] الإمساك هنا هو المراجعة، تقول لها: قد راجعتك، {أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ} [الطلاق:٢] أي: تتركها حتى تنقضي عدتها.

فإما أن تمسك بمعروف، وإما أن تفارق بمعروف؛ فالبذاءة ليست من خلق المسلمين، والإضرار بالناس ليس من أخلاق المسلمين، فلست مخيراً أيها الزوج الطاغي أن تطلق كما تشاء وتؤذي كما تشاء قال تعالى: {فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا} [النساء:٣٤] ، فإما أن تمسك بمعروف وإما أن تفارق بالمعروف، وليس لك خيار.

فالإمساك بمعروف هو المراجعة، والمفارقة بمعروف هي تركها حتى تنقضي العدة.

وفي الآية الأخرى: {وَلا تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَارًا لِتَعْتَدُوا} [البقرة:٢٣١] فمن الناس من يمسك الزوجة بقصد الإضرار بها، كأن يطلقها ثم يتركها ولا يراجعها حتى تقترب عدتها من الانتهاء، فمثلاً: عدتها ثلاثة أشهر، يأتي بعد خمسة وثمانين يوماً ويقول: راجعتك، ثم بعد أن يراجع يقول: طلقتكِ، حتى تعتد ثلاثة أشهر أخرى، وبذلك تطول عليها مدة العدة، فالله نهى عن ذلك بقوله: {وَلا تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَارًا لِتَعْتَدُوا وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ وَلا تَتَّخِذُوا آيَاتِ اللَّهِ هُزُوًا} [البقرة:٢٣١] هكذا يقول الله سبحانه وتعالى.