يقول الله تبارك وتعالى محرضاً العباد على القتال في سبيله:{فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآخِرَة}[النساء:٧٤] أي: يبيعون دنياهم مقابل الآخرة، والمراد بالآخرة: الجزاء الحسن في الآخرة، والمراد بالآخرة: الجنة كذلك، فقوله تعالى:{فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآخِرَةِ}[النساء:٧٤] أي: بثواب الآخرة، ونعيمها، والله تعالى أعلم.
وإطلاق (يشرون) بمعنى: يبيعون، له شواهد في الكتاب، قال تعالى:{وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ}[يوسف:٢٠] أي: باعوه بثمن بخس دراهم معدودة وكانوا فيه من الزاهدين.
وهذا تفسير كثير من أهل العلم.
فالآية الكريمة فيها تحريضٌ على القتال في سبيل الله، وشرعية ذلك تؤخذ من آيات وعمومات أُخر، ومن سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وأقواله وأفعاله.
قال الله:{فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآخِرَةِ}[النساء:٧٤] والقتال -كما علمتم- من أفضل الأعمال، قالت أم المؤمنين عائشة لرسول الله صلى الله عليه وسلم:(نرى الجهاد أفضل الأعمال -يا رسول الله- أفلا نجاهد؟ قال: لكن جهاد لا قتال فيه، حجٌ مبرور) أو كما قال النبي عليه الصلاة والسلام.