ما موقفنا من خطيب يسب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر؟
الجواب
إن الذي يتطاول على أصحاب الرسول عليه الصلاة والسلام إلى الزندقة أقرب منه إلى الإسلام والعياذ بالله، وقد نهى رسولنا صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال:(لا تسبوا أصحابي) فهذه وصيته عليه الصلاة والسلام لنا جميعاً، (لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهباً ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه) ، بل وربنا سبحانه يقول:{مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ}[الفتح:٢٩] ، والنصوص في فضائل الصحابة لا تحصى، فمثلاً: أكثر الصحابة حملاً لسنة رسول الله عليه الصلاة والسلام هو عبد الله بن عمرو بن العاص، يقول عنه أبو هريرة: ما سبقني أحد في حفظ سنة الرسول عليه الصلاة والسلام إلا ما كان من ابن عمرو، فإنه كان يكتب ولا أكتب، فكيف يقف شخص -يتقلد رأي المعتزلة الشراذم الذين خالفوا نهج أهل السنة- ويطعن في عبد الله بن عمرو بن العاص الذي لا ذنب له نعلمه رضي الله عنه، بل كان في الحرب التي دارت بين علي ومعاوية رضي الله عنهما معتزلاً للفتنة، مع أن أباه شارك في حرب تلك الفتنة، بل عبد الله بن عمرو كان يجابه والده، ولما قُتل عمار بن ياسر جهر بحديث النبي عليه الصلاة والسلام الذي قال فيه:(تقتلك -يقصد عمار بن ياسر - الفئة الباغية) فقال معاوية لـ عمرو بن العاص: أبعد عنا مجنونك هذا، وذهب معاوية يقول له: يا مصفر استه إنما قتله الذين أخرجوه، قال: إني سمعت رسول الله يقول، فذكر الحديث ولم يبال، ولما عاتبوه لماذا تخرج معنا إذاً؟! قال: إني أخرج معكم ولست أقاتل، وقد كان والده شكاه للرسول صلى الله عليه وسلم، فقال له الرسول عليه الصلاة والسلام:(أطع أباك ما دمت حياً) ، فقال: وأنا أخرج كما أمرني أبي لكنني لا أشارك في قتال.
ويأتي في زماننا قوم لا علم لهم بكتاب الله ولا علم لهم بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يوقرون أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ويتكلمون في صحابي جليل مثل عبد الله بن عمرو بن العاص الذي نقل لنا أغلب سنة الرسول صلى الله عليه وسلم، فيرى أحدهم القذاة في عين أخيه ولا يرى الجذع في عينه كما قال الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ففي الحقيقة لا ندري كيف نجيب؟ فلا نقول إلا: سبحانك هذا بهتان عظيم، ولا ندري من أين نبدأ وإلى أين ننتهي مع هؤلاء الأقوام؟ وصلى الله وسلم على نبيه وعلى آله وصحبه أجمعين.