قال تعالى:{قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى}[الأعلى:١٤] ، (الفلاح) : هو الفوز بالمطلوب، والنجاة من المرهوب، والمطلوب هو: الجنة، والمرهوب هو: النار، (فأفلح) معناها: قد فاز بمطلوبه ونجا من مرهوبه.
(من تزكى) : (مَنْ) بمعنى: الذي (تزكى) أي: زكى نفسه من الشرك ومن المعاصي، ومن العلماء من قال: تزكى: من الزكاة، أي: أخرج الزكاة، لكن القول الأول أقرب، وعليه كثير من أهل العلم في هذه الآية، كما قال تعالى:{قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا}[الشمس:٩] أي: زكى نفسه، ففي قوله: قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى قولان مشهوران: القول الأول: تزكى من الذنوب، أي: تطهر من الذنوب والمعاصي والشرك.
القول الثاني: تزكى أي: أخرج الزكاة، والقرينة التي تؤيد قول من قال: إن المراد بالتزكي: إخراج الزكاة، قوله تعالى:{وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى}[الأعلى:١٥] فقالوا: ذكر الصلاة بعد الزكاة، وحمل بعضهم ذلك على زكاة الفطر وصلاة عيد رمضان، وقال آخرون بالعموم.