{يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ}[المطففين:٦] كيف يقوم الناس لرب العالمين؟ صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:(يوم يقوم الناس لرب العالمين يقوم أحدهم يغيب في رشحه) يعني: يغرق في عرقه، وفي الحديث الآخر:(تدنو الشمس من رءوس الخلائق يوم القيامة كمقدار ميل -لا يدري الراوي أهو ميل المكحلة أو ميل المسافة- فمن الناس من يبلغه العرق إلى كعبيه، ومنهم من يبلغه العرق إلى ركبتيه، ومنهم من يبلغه إلى حقويه، ومنهم من يلجمه إلجاماً) أو كما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم.
(يوم يقوم الناس لرب العالمين) وقيام الناس ليوم القيامة للحساب وحشرهم ليوم المعاد على أشكال وأصناف، فمنهم من يحشر أعمى وأبكم وأصم كما قال تعالى:{وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وَجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا}[الإسراء:٩٧] ، ومنهم من يحشر مثل النملة في صورة الرجل، كما قال عليه الصلاة والسلام:(يحشر المتكبرون يوم القيامة أمثال الذر في صورة الرجال يطؤهم الناس بأقدامهم) ، ومنهم من يحشر معقوداً عند استه لواء -وهو الغادر- مكتوب على هذا العلم واللواء: هذه غدرة فلان بن فلان أي: التي غدر فيها، ومنهم من يحشر وحية تطوق رقبته وهو مانع الزكاة، ومنهم من يحشر ملبياً قائلاً: لبيك اللهم لبيك وهم الذين ماتوا في الحج، ومنهم من يحشر أغر محجلاً أي: أبيض اليدين والجبهة من آثار الوضوء، ومنهم من يحشر وجروحه تنزف دماً لونها لون الدم وريحها ريح المسك وهم الشهداء.