{وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْسًا}[النساء:٤] أي: إن طابت نفس المرأة وأعطتك شيئاً من الصداق أو تنازلت لك عن شيء من الصداق بنفس طيبة، فلا مانع من أخذه بشرط طيب نفسها.
وقوله تعالى:{وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ}[النساء:٤] يدل أن الصداق للمرأة وليس لوليها، فهي أحق بالصداق لهذه الآية؛ لأن الله قال:{صَدُقَاتِهِنَّ}[النساء:٤] وقال: {فَإِنْ طِبْنَ}[النساء:٤] ، فنسبة الصداق إليهن دلالة على تملكهن إياه، ولا يملك منه الولي شيئاً إلا إذا طابت نفس المرأة بإعطائه له.
ودل على ذلك أيضاً حديث النبي عليه الصلاة والسلام:(لها مهر مثلها) ، وقول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث الملاعنة:(إن كنت كاذباً عليها فلها الصداق بما استحللت من فرجها) ، فدلت هذه النصوص على أن الصداق من حق المرأة وليس من حق الولي.
في هذا إشارة وإيماء إلى توهين حديث:(أنت ومالك لأبيك) ، أو على الأقل إظهار فقه لهذا الحديث:(أنت ومالك لأبيك) فله فقه في حالة ثبوته، أما من ضعَّفه فلا يحتاج إلى التكلف في توجيهه.