[تفسير قوله تعالى:(انطلقوا إلى ما كنتم به تكذبون)]
{انطَلِقُوا}[المرسلات:٢٩] أيها المكذبون {انطَلِقُوا إِلَى مَا كُنتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ}[المرسلات:٢٩] ما هو الذي كانوا به يكذبون؟ كانوا يكذبون بالعذاب، فيقال لهم: اذهبوا إلى الشيء الذي كنتم به تكذبون {انطَلِقُوا إِلَى مَا كُنتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ}[المرسلات:٢٩] .
{انطَلِقُوا إِلَى ظِلٍّ ذِي ثَلاثِ شُعَبٍ}[المرسلات:٣٠] دخان يتصاعد وهو عنيف شديد له ثلاث شعب أي: له ثلاثة اتجاهات.
{لا ظَلِيلٍ}[المرسلات:٣١] ظاهره أنه ظل، فيتوهمون أنه سيظلهم لكنه لا يظلهم بل يزيد عذابهم، وهذا في معناه أيضاً السراب، {يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا}[النور:٣٩] .
{انطَلِقُوا إِلَى ظِلٍّ ذِي ثَلاثِ شُعَبٍ}[المرسلات:٣٠] أيضاً مشابه لها حديث السراب الذي فيه: (الله سبحانه وتعالى يقول للنصارى: ماذا كنتم تعبدون؟ فيقولون: كنا نعبد المسيح ابن الله.
فيقال: كذبتم فلم يتخذ الله صاحبة ولا ولداً فماذا تريدون؟ فيقولون: نريد أن تسقينا.
فيقال: انطلقوا إلى هذا.
فينطلقون إلى السراب ويؤتى بجهنم تعرض كأنها سراب، فيتساقطون فيها) .
{إِنَّهَا}[المرسلات:٣٢] أي: جهنم {تَرْمِي}[المرسلات:٣٢] أي: تقذف {بِشَرَرٍ}[المرسلات:٣٢] شرر النار كالقصر، فالشرر الذي يخرج من جهنم كالعمارة الضخمة والقصر الكبير الضخم، الشرارة الصغيرة التي تراها من النيران، حجمها من نار جهنم يوم القيامة كالقصر من قصور الدنيا التي نعرفها، فهذا شرر جهنم فكيف بلهبها -عياذاً بالله-.
{كَأَنَّهُ جِمَالَةٌ}[المرسلات:٣٣] وجِمَالَة وجمال جمع جمل، كرجالات ورجال جمع رجل، وقال بعض العلماء، {كَأَنَّهُ جِمَالَةٌ صُفْرٌ}[المرسلات:٣٣] أي: قطع من النحاس ونحو ذلك، لكن الجمهور قالوا:{كَأَنَّهُ جِمَالَةٌ صُفْرٌ}[المرسلات:٣٣] كأن هذا الشرر في كبره وفي اتساعه كالقصر العظيم، ولونه كالجمل الأصفر أيضاً.