للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[تقدير الله للأمور وحكمته في ذلك]

قال الله تعالى: {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} [القمر:٤٩] ، هذه الآية تلاها رسول الله صلى الله عليه وسلم على المشركين يوم أن أتوا إليه يخاصمونه في القدر، فعلمنا نبينا صلى الله عليه وسلم هدياً قيماً طيباً في طريقة جدال القدرية، ألا وهو: عدم الاسترسال في جدالهم، فلما أتوا يخاصمون رسول الله في القدر، ويقولون: كيف الأمور مقدرة؟ كيف نحاسب؟ كيف وكيف؟ أنزل الله سبحانه: {ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ * إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} [القمر:٤٨-٤٩] ، كما تقول لشخص: اضرب رأسك في الحائط فكل شيءٍ مقدر، فالله يقول: {ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ * إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} [القمر:٤٨-٤٩] ، فكل شيءٍ بقدر حتى العجز والكيس كما قال النبي صلى الله عليه وسلم، كل شيء في هذه الحياة الدنيا مقدر، نشاط الرجل لجماع أهله مقدَّر، وكسله مقدر، كل شيءٍ في هذا الكون يجري بقدر، فالله سبحانه وتعالى يبسط الأرزاق بقدر، ويضيق في الأرزاق بقدر، ينصر أقواماً على أقوام بقدر، يُنزل المطر ويمنعه بقدر، كل شيءٍ عند الله سبحانه وتعالى مقدر موزون، كما ذُكِر في عدة آيات من كتاب الله سبحانه وتعالى.

قال الله جل ذكره: {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} [القمر:٤٩] ، وكل شيء مُثبَت كما روى عبد الله بن عمرو عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة) .