هذا نداء من الله لجميع المؤمنين، فإن الناس الآن قد شغلوا بدنياهم وأموالهم شغلاً ألهاهم عن ذكر الله، فتجد مثلاً أخاً من إخواننا التجار شغلته تجارته حتى عن المكتوبات، وتجد أخاً طبيباً شغله طبه عن مجالس العلم حتى هجر مجالس العلم تماماً، وتجد أخاً مهندساً شغلته هندسته عن تلاوة جزء من كتاب الله في كل يوم.
فلابد أن تنظم نفسك، وتنظم وقتك، وتنظم عملك، ولا تجعل الدنيا والأموال تلهيك، طبيب مثلاً يفتح العيادة من العصر إلى الساعة الواحدة في الليل، ليس من أجل المرضى، بل من أجل جيبه في الدرجة الأولى، ولا يعنيه شأن المرضى في كثير من الأحيان، إلا من رحم الله، فإذا لم تضبط نفسك وتدخر لأخراك شيئاً، أتيت يوم القيامة من المفلسين.
فلا ينبغي أن تُشغل عن ذكر الله بأي شيء و {قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا}[الطلاق:٣] ، وقد يبارك الله في المال القليل الذي تصحبه دعوة بالبركة فيه، وتصحبه آية من كتاب الله قد تليت، أو حديث لرسول الله قد حفظ.
وهذه الآية الكريمة آية محكمة عند الجميع، ليست بمنسوخة بالاتفاق:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ}[المنافقون:٩] .