قال الله:{وَالْيَتَامَى}[النساء:٣٦] فاليتيم له حق، وحقه الإكرام، كما قال تعالى ناقماً على قوم:{كَلَّا بَل لا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ}[الفجر:١٧] ، وقال تعالى:{فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ}[الضحى:٩] واليتيم: من مات أبوه، أما من ماتت أمه فلا يطلق اليتم عليه اصطلاحاً، إنما اليتيم: من مات أبوه ولم يبلغ الحلم، فإذا كان قد بلغ الحلم أو أنزل فلا يعد يتيماً.
وكذلك الإحسان إلى اليتامى ليست من وصايا الإمام حسن البنا رحمه الله، وهذا ليس انتقاصاً أبداً، إنما هو بيان كيف تؤخذ الأمور، والبشر تفوتهم أشياء، ولكن رسولنا محمد عليه الصلاة والسلام لا ينطق عن الهوى، فأحياناً العالم يقول كلمة تكون مناسبة وموائمة في زمانه ولكنها لا تصلح للزمان الذي بعده؛ فالإمام أحمد مثلاً كان يقول في أهل البدع:(بيننا وبينهم الجنائز) أي: إذا متنا نحن وماتوا هم فانظروا كم سيحضر جنائزنا وكم سيحضر جنائزهم؟ هذه المقالة كانت موفقة في زمن الإمام أحمد فالناس كانوا يحبون السنة، أما لما مات جمال بن عبد الناصر كم حضر جنازته؟ ملايين من البشر ومنهجه سني، ولكن انظر إلى الخميني لما مات وهو شيعي رافضي كم حضر جنازته؟ فالعبرة دائماً بحديث رسول الله عليه الصلاة والسلام، فهو لا ينطق عن الهوى صلوات الله وسلامه عليه.