للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[تفسير قوله تعالى: (إنما توعدون لصادق)]

قال: {إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٌ} [الذاريات:٥] ، أي: إن الشيء الذي وعدتم به لصدق، أي إن الحديث عن البعث لحديث صدق.

{إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٌ} [الذاريات:٥] ، أقسم الله بهذه الأشياء على أن البعث آت، وعلى أن الساعة آتية لا ريب فيها، ليس البعث والساعة فحسب، بل كل شيء وعدنا الله به فهو وعد صدق، فصادق هنا بمعنى: صدق، كما في قوله تعالى: {فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ} [الحاقة:٢١] ، أي: في عيشة مرضية.

وقوله: {إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٌ} [الذاريات:٥] ، فيه تذكير بالبعث، فإن المرء إذا ذكر بالبعث وتذكر البعث عمل لأخراه فاستقامت أحواله وصلحت سريرته.

{وَإِنَّ الدِّينَ لَوَاقِعٌ} [الذاريات:٦] ، أي: الحساب والجزاء واقع، يقسم الله سبحانه وتعالى على أن الدين لواقع، يعني: الجزاء لآت وقائم وحادث.

فيقسم الله على أن البعث آت كما أقسم في آيات أخر وقال: {قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ} [التغابن:٧] ، وأمر نبيه أن يقسم ويقول: {بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ} وكما أكد ذلك بقوله تعالى: {وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ} [الحج:٧] ، فهنا يؤكد هذا المعنى الذي تأكد في أغلب سور القرآن الكريم.

{إن الدين لواقع} أي: إن الحساب والجزاء لكائن.