للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[تفسير قوله تعالى: (والذي قدر فهدى)]

قال تعالى: {وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى} [الأعلى:٣] قدر المقادير وهدى الخلائق إلى هذه المقادير التي قدرت لها، مثلاً كتب لك أن تموت في القاهرة، فيهديك الله إلى أن تذهب إلى القاهرة حتى تلقى حتفك هناك، أو كتب لك أن ترزق في المنصورة بمال أو بزواج، فتساق إلى هذا المكان حتى يمضي فيك وقضاء الله سبحانه وتعالى وأمره، فقدر المقادير وهدى الخلق إلى هذه المقادير التي قدرت لها، ومن العلماء من قال: هدى الذكور إلى مآتي النساء، هدى الرجال إلى كيفية جماع النساء، وهدى البهائم إلى كيفية جماع إناثها، هدى الذكور بصفة عامة إلى مآتي الإناث، فالمعنى: هدى الذكور إلى مآتي النساء، وهدى الخلق إلى ما كتب لهم وقدر لهم.

{وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَى} [الأعلى:٤] المرعى هو: النبات الذي يُرعى، والنبات الذي تأكله الدواب والأنعام.

{فَجَعَلَهُ غُثَاءً أَحْوَى} [الأعلى:٥] ، (الغثاء) : اليابس، يعني: أخرج المرعى وكان أخضر، ثم سرعان ما يبس المرعى وأصبح متفتتاً، كما لا يخفى عليكم في شأن النبات، فالبرسيم أخضر، وبعد مدة ينشف ويعملون منه ما يسمى: (بالدريك) .

{فَجَعَلَهُ غُثَاءً} [الأعلى:٥] أي: يبساً {أَحْوَى} [الأعلى:٥] : من الحوة وهي: التغير من الخضرة إلى السواد.

يعني: يبدأ في اليبوسة وتغير اللون.