ما المراد باليوم في قوله تعالى:{الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا}[المائدة:٣] ؟
الجواب
هو يوم عرفة من حجة الوداع في السنة العاشرة من الهجرة، ومات الرسول بعدها بقرابة تسعين يوماً، لكن الإشكال الذي قد يرد هو أن النبي بعد هذه الآية حث على أمور في مرض موته، يعني: في مرض الموت قال: (أخرجوا اليهود والنصارى من جزيرة العرب) ، (لا يجتمع في جزيرة العرب دينان) ، وقال في مرض الموت:(ألا لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد) ، وكل هذا بعد (اليوم أكملت لكم دينكم) ، فكيف يجمع بين (أكملت لكم دينكم) وبين هذه النصوص التي أتت لاحقة؟ فالعلماء لهم إجابات على هذه الإشكالات، أحد هذه الأجوبة: أن المراد بالدين في قوله: (اليوم أكملت لكم دينكم) : الحج، أي: أكملت لكم حجكم، هذا قول، والقول الثاني: أن المراد بـ (اليوم أكملت لكم دينكم) : أصول دينكم، والقول الثالث: أن المناهي التي نهى عنها الرسول عليه الصلاة والسلام في مرض موته بعد هذه الآية، كان قد نهى عنها من قبل، ولكنه أكد النهي عنها مرة ثانية، كما ذكر أنه في مرض الموت كان يقول:(الصلاة الصلاة وما ملكت أيمانكم) ، مع أنه حث على الصلاة منذ أن كان بمكة، وحث على الرفق بملك اليمين منذ أن كان بمكة عليه الصلاة والسلام، فهذه بعض الوجوه التي جمع بها في هذا الباب.