للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[تفسير قوله تعالى: (كلا بل تكذبون بالدين.]

{كَلَّا} [الانفطار:٩] أي: ليس الأمر كما تزعمون أنه لا بعث، بل هناك بعث ولكنكم تكذبون بالدين: {بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ} [الانفطار:٩] أي: بالجزاء وبالثواب وبالعقاب، فالدين يطلق على الجزاء: (كما تدين تدان) يطلق على الحساب: (بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ) .

{وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ} [الانفطار:١٠] حفظة يحفظونكم بأمر الله كما قال الله سبحانه: {لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ} [الرعد:١١] يحفظون عليك أعمالك ويحصونها عليك: {وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِين * كِرَامًا كَاتِبِينَ} [الانفطار:١٠-١١] لماذا أتي بصفة الكرام للملائكة؟ لأن الكريم يستحيا منه، فمثلاً: كثير من الفجار إذا رأوا أهل الصلاح استحيوا أن يفعلوا أمامهم الموبقات، واستتروا نوعاً من التستر، أما إذا رأوا فاجراً مثلهم فلا يتورع الفاجر أن يفعل الموبقات أمام فاجر مثله، لا يتورع أن يسب الدين، أو أن يفعل أي شيء من المحرمات، لكن إذا أتى رجل صالح عليه علامات الوقار ويعرفه هذا الفاجر يستحيي من التلفظ بشيء خارم أمام هذا الشخص.

فالملائكة التي عليكم تراقبكم اعلموا أنهم كرام ويكتبون: {كِرَامًا كَاتِبِينَ * يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ} [الانفطار:١١-١٢] أي: ويسجلونه.