قال الله:{فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ} ، فهنا كما يقول الناس: معادلة، زاغوا فأزاغ الله قلوبهم، تسببوا لأنفسهم في زيغ فأزاغهم الله، سلكوا طريق الزيغ فأزاغهم الله كما قال الله:{ثُمَّ انصَرَفُوا صَرَفَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ}[التوبة:١٢٧] ، {ُثمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاءُوا السُّوأَى أَنْ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِئُون}[الروم:١٠] .
فالشخص إذا سلك طريق الزيغ أزاغه الله، وإذا سلك طريق الهداية هداه الله {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا}[العنكبوت:٦٩] ، {وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْواهُمْ}[محمد:١٧] ، فإذا سلكت طريق الشر ذلل لك، وإذا سلكت طريق الخير يسره الله سبحانه وتعالى لك، وعلى ذلك جملة من النصوص من كتاب الله ومن سنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
{ثُمَّ انصَرَفُوا صَرَفَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ}[التوبة:١٢٧] ، {نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ}[التوبة:٦٧] ، {فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ}[الصف:٥] ، فإذا سلكت طريق الخير أعانك الله سبحانه وتعالى على المضي فيه، وإذا سلكت طريق الشر والعياذ بالله، نالك منه كبير حظ ووفير نصيب.