للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[تفسير قوله تعالى: (والسماء ذات الرجع)]

{وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ} [الطارق:١١] المراد بالرجع: الشيء الذي يأتي ويرجع مرة أخرى بعد مدة، ووصفت السماء بأنها ذات الرجع؛ لأنها ترجع بالمطر في المواسم على رأي أكثر المفسرين لهذه الآية، ففصل الشتاء تأتي فيه أمطار ثم ترجع السماء في فصل الشتاء القادم أيضاً وتأتي بالأمطار، وهكذا.

{وَالأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ} [الطارق:١٢] ما هو الصدع؟ الصدع: التشقق، تقول: تصدع السقف: يعني: تشقق السقف، والناظر لهذه الآيات يجدها مترابطة، فالسماء وصفت بأنها (ذات الرجع) أي: تأتي بالمطر الذي ينزل كالمني، (والأرض ذات الصدع) أي: لها صدع وتشقق، فيها فتحات يدخل منها المطر فتنبت النبات، وكذلك المني المدفوق من الذكر ينزل في الفرج ويخرج الذرية بإذن الله تعالى، فبعض العلماء يربط بين الآيات مثل هذا الربط، وصفت السماء بأنها ذات الرجع كما وصف الإنسان بأنه يخرج منه ماء دافق، وهذا الماء يستقبله الفرج كما تستقبل الأرض ذات الصدع -ذات الشقوق- المطر فتنبت الأرض نباتاً، وتنبت النساء ذرية، وهذا النبات مآله إلى الزوال، وهذا الآدمي مآله إلى الموت، وهكذا الدنيا ضربت مثلاً، والله أعلم بكتابه وبتأويله.

{إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ} [الطارق:١٣] (إنه) أي: هذا القرآن.

(لقول فصل) أي: حق {وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ} [الطارق:١٤] أي: وما هو باللعب والباطل.