للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[صفة الجنتين المذكورتين في الآيتين]

قال الله سبحانه: {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ} [الرحمن:٤٦] قال بعض العلماء: إن هاتين الجنتين من ذهب، أما الجنتان اللتان دونهما المذكورتان في قوله تعالى: {وَمِنْ دُونِهِمَا جَنَّتَانِ} [الرحمن:٦٢] فهما من فضة؛ لحديث رسول الله عليه الصلاة والسلام: (جنتان من ذهب آنيتهما وما فيهما، وجنتان من فضة آنيتهما وما فيهما) .

ومن العلماء من قال: إن الجنتين جنة له لمقامه كمؤمن، وجنة ورثها من الكافر أو اليهودي أو النصراني كما قال تعالى: {وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} [الزخرف:٧٢] وكما قال الرسول صلى الله عليه على آله وسلم: (ما منكم من أحد إلا وقد أعد له مقعده من الجنة ومقعده من النار) ، فإذا دخل المسلم الجنة ورث مقام النصراني أو اليهودي فيها، وورث النصراني أو اليهودي أو الكافر مقامه من النار فيكون للمؤمن إذاً جنتان، جنته الحقيقة المعدة له، وجنته أيضاً التي ورثها من الكافر أو اليهود أو النصراني.