[تفسير قوله تعالى:(أم لهم شركاء فليأتوا بشركائهم.]
{أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ فَلْيَأْتُوا بِشُرَكَائِهِمْ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ * يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ}[القلم:٤١-٤٢] من أهل العلم من قال: {يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ} متعلقة بما قبلها، فليأتوا بشركائهم في هذا اليوم الذي يكشف فيه عن ساق.
ما المراد بقوله تعالى {يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ} ؟ من أهل العلم من قال: إن المراد بقوله: {يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ} أي: يوم يشتدّ الأمر، كما يقال: كشفت الحرب عن ساقيها، أي اشتدت واشتعلت، وأبى هذا كثير من أهل السنة والجماعة بل جمهورهم، وقالوا: إن هذا يفسر بحديث رسول الله عليه الصلاة والسلام الذي أخرجه البخاري وغيره، وإذا جاء قول رسول الله صلى الله عليه وسلم بطلت معه سائر الأقوال، فلا قول فوق قول رسول الله صلى الله عليه وسلم.
دعوا كل قول غير قول محمد فما آمن في دينه كمخاطر فجاء الحديث عن رسول الله عليه الصلاة والسلام في تفسير هذه الآية، فيما أخرجه البخاري وغيره، ذكر النبي صلى الله عليه وسلم حديثاً طويلاً وفيه: (ينادي منادٍ: لتتبع كل أمة ما كانت تعبد، فيتبع من كان يعبد الشمس الشمس، ويتبع من كان يعبد القمر القمر، ويتبع من كان يعبد الطواغيت الطواغيت، فتبقى هذه الأمة فيها مؤمنوها ومنافقوها، فيأتيهم ربهم سبحانه وتعالى في صورة غير صورته التي يعرفون، فيقول: أنا ربكم، فيقولون: لست بربنا، هذا مكاننا حتى يأتينا ربنا، فيقول: وبم تعرفونه؟ فيقولون: بالساق، فيكشف رب العزة عن ساقه، فيخر من كان يسجد له في الدنيا ساجداً، ويأتي من كان يسجد رياء وسمعة كي يسجد فيعود ظهره طبقاً واحداً فيخر لظهره) فهذا هو الراجح في تفسير قوله تعالى: {يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلا يَسْتَطِيعُونَ * خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ}[القلم:٤٢-٤٣] أي: ذليلة، {تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ}[القلم:٤٣] أي: في الدنيا.