للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[تفسير قوله تعالى: (ويل يومئذ للمكذبين.]

{وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ} [المرسلات:١٥] الويل فيه قولان للعلماء مشهوران: القول الأول: أن الويل بمعنى العذاب الشديد، فهو توعد بالعذاب الشديد.

القول الثاني: أن الويل واد في جهنم تستغيث منه جهنم.

وهناك قول ثالث وهو: أن الويل واد في جهنم ينتهي إليه صديد أهل النار.

{أَلَمْ نُهْلِكِ الأَوَّلِينَ} [المرسلات:١٦] أي: الأمم المتقدمة والقرون المتقدمة كقوم نوح وعاد وثمود.

{ثُمَّ نُتْبِعُهُمُ الآخِرِينَ} [المرسلات:١٧] من أهل العلم من قال: إن المراد بالآخرين من جاء بعد قوم نوح وعاد وثمود من الأمم التي سبقت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يعني أهلكنا قوم نوح وعاداً وثمود، وبعد هؤلاء أهلكنا أيضاً الآخرين، كقوم لوط الذين جاء هلاكهم في قوله تعالى: {فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا} [الحجر:٧٤] .

{كَذَلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ} [المرسلات:١٨] فكل مجرم سينال هذه العاقبة الوخيمة، أهلكنا عاداً وثمود وأصحاب الرس وقروناً بين ذلك كثيراً، أهلكنا قوم لوط، وكذلك كل مجرم يفعل به هكذا، {إِنَّا كَذَلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ} [الصافات:٣٤] ، كما قال سبحانه في شأن قوم لوط والحجارة التي أرسلت عليهم: {وَمَا هِيَ} [هود:٨٣] أي: هذه الحجارة {مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ} [هود:٨٣] أي هي قريبة يمكن أن تنزل على أي ظالم في أي لحظة.