{وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ}[الرحمن:٤٦] الآية الصريحة أفادت أنهما جنتان، وقد جاء عن بعض المفسرين الأوائل وادعى: أنها جنة واحدة، ونسب هذا القول إلى الفراء، وهو قول ممقوت ومذموم، فالآية الصريحة أفادت أنهما جنتان، وهو قد قال: هما جنة واحدة إنما ذكرت التثنية لتوافق رءوس الآيات، وهذا القول منكر من القول وزور؛ وذلك لمصادمته الآية الكريمة؛ ثم لقول النبي صلى الله عليه وسلم في الصحيح:(جنتان من ذهب آنيتهما وما فيهما، وجنتان من فضة آنيتهما وما فيهما، وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى الله إلا رداء الكبرياء على وجهه سبحانه وتعالى) .
وكذلك قوله تعالى:{فِيهِمَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ}[الرحمن:٥٠]{فِيهِمَا مِنْ كُلِّ فَاكِهَةٍ زَوْجَانِ}[الرحمن:٥٢] قال: التثنية على سبيل التوافق.
إذاً: قول الفراء مردود من ثلاث وجوه: أحدها: النص بأنهما جنتان.
الثاني: ذكر النبي صلى الله عليه وسلم للجنتين.
الثالث: قوله تعالى: (فيهما) .
فلا معنى لمثل هذه الأقوال التي تصادم صريح الكتاب العزيز.