{فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ}[الإنسان:١١] عبر بالماضي عنه وكأنه قد وقع، لأن كل ما هو آت قريب، ووعد الله لا يخلف.
{وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً} أي: في وجوههم، {وَسُرُورًا}[الإنسان:١١] أيضاً على الجباه، مقابل العبوس القمطرير.
وهناك وجوه عابسة، ووجوه نضرة، ووجوه مسرورة، ووجوه عليها القمطرير، ولهذا استنبط بعض أهل العلم تفسير العبوس القمطرير من المقابل وهو النضرة والسرور، فقال: النضرة قابلت العبوس، والسرور قابل القمطرير.
{وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا}[الإنسان:١٢] : الصبر على الأوامر، والصبر أيضاً على النواهي، وعلى التكاليف، فقوله:{وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا} أي: بصبرهم، ففيه فضل صبرهم، فالذي لا يصبر على طاعة الله ولا يصبر عن معاصيه يحرم هذا النعيم.
{جَنَّةً وَحَرِيرًا}[الإنسان:١٢] ، فالجنة كما قال البعض: لما صبروا على الطاعات نالوا الجنان، وصبروا عن المحرمات أيضاً فنالوا الحرير، فالحرير محرم عليهم في الدنيا، فألبسهم الله إياه وتوجهم به يوم القيامة، فالحرير حرام على الرجال، فمن امتنع عنه في الدنيا لبسه في الآخرة، {وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا} الباء سببية، أي: بسبب صبرهم: {جَنَّةً وَحَرِيرًا} .