والحسد هو: تمني زوال النعمة عن الآخرين، ومن العلماء من قيدها بالمسلمين، وقال: هو تمني زوال النعمة عن المسلمين، ومن العلماء من أتى بتقييد ثالث فقال: هو تمني زوال النعمة عن المسلمين مع العمل على إزالتها، ومع السعي في إزالتها، لكن الجمهور على أن الحسد هو: تمني زوال النعمة سواء عملت على إزالتها أو تمنيت أزالتها من قلبك، فالجمهور على هذا التعريف.
وقد ثبت الحسد في سنة النبي صلى الله عليه وسلم:(كان سهل بن حنيف يغتسل، وكان رجلاً أبيض الجلد، فمر به رجل يقال له: عامر بن ربيعة، فلما رأى حسن جلده، قال: والله! ما رأيت جلداً مخبئاً مثل هذا الجلد قط، فسقط سهل في الحال صريعاً، فذهب أهله إلى رسول الله وقالوا: يا رسول الله! أدرك سهلاً فإنه صريع يا رسول الله!، قال: من تتهمون به؟ قالوا: نتهم عامر بن ربيعة، فأتي به إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: علام يقتل أحدكم أخاه، إذا رأى أحدكم من أخيه ما يعجبه فليدع بالبركة) ، ثم أمر عامر بن ربيعة أن يتوضأ ويغسل داخلة إزاره وركبتيه، ويؤخذ هذا الماء ويصب على سهل بن حنيف، فصب عليه فقام وكأنما نشط من عقال، أي: كأنه كان مربوطاً وحل عنه الرباط.