للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[نصيحة لرجل قتل خطأ وأهل المقتول يريدونه إلى المحكمة]

السؤال

رجلٌ قتل طفلةً خطأً بالسيارة، وأراد أن يدفع لأهلها الدية ويصوم شهرين متتابعين كفارة قتل الخطأ، ولكن أهل الطفلة يريدون المحاكم، فماذا يصنع هذا الرجل؟

الجواب

شكر الله سعيه، والله سينصره، لأنه متبع لشرع الله، ولكن يرسل إليهم بعض أهل الصلاح لعلهم يذعنون، وليكن أمله في الله كبير، فالرسول عليه الصلاة والسلام لما كسرت الربيع أخت أنس بن النضر ثنية امرأة -والثنية هي الأسنان المقدمة- الربيع بحجر، فقضي عليها أن تكسر ثنيتها؛ لأن الله قال: {وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ} [المائدة:٤٥] فتكسر ثنيتها كما كسرت ثنية المرأة، فجاء أخوها أنس بن النضر فقال: يا رسول الله! أتكسر ثنية الربيع؟ لا والله يا رسول الله! ولم يكن قوله رداً لأمر الرسول صلى الله عليه وسلم، إنما أبى أن تكسر ثنية أخته، فقال: والله! لا تكسر ثنية الربيع، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لـ أنس: (يا أنس! كتاب الله القصاص) ، فقال: والله! لا تكسر ثنيتها يا رسول الله! فجاء أهل المضروبة ورضوا بالأرش.

أي: رضوا بالدية، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبره) ، قاله في أنس بن النضر.

فالشاهد: أن هذا الرجل يعتصم بالله ويسأله التوفيق، والله قادرٌ على تطييب قلوبهم، وليرسل إليهم طائفة من أهل الصلاح يذكرونهم بالله، والله أعلم.