للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[حكم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في التشهد]

الصلاة على النبي في التشهد: هل هي واجبة أو ليست واجبة؟ قيل: الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في التشهد واجبة، لقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ} [الأحزاب:٥٦] ، لكن هل قال الله في الآية: إن الله وملائكته يصلون على النبي فصلوا عليه وسلموا تسليماً في الصلاة بعد التشهد، أو هي مطلقة؟ هي مطلقة، إلا فقصرها على الصلاة يحتاج إلى دليل.

هل تجب الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم في التشهد أو يستحب؟ افرض أنك متعب وتريد أن تسلم بسرعة، وأتيت إلى قولك: "أشهد أن محمداً عبده ورسوله"، السلام عليكم ورحمة الله السلام عليكم ورحمة الله، وقضيت صلاتك، أو كان القطار سيتحرك وأنت تصلي فقلت في التشهد: "أشهد أن محمداً عبده ورسوله"، السلام عليكم ورحمة الله، السلام عليكم ورحمة الله، فهل تصح هذه الصلاة؟ الرسول عليه الصلاة والسلام لما علم ابن مسعود التشهد وصل إلى قوله: (أشهد أن محمداً عبده ورسوله، ثم قال: ثم يتخير من الدعاء أعجبه إليك) ، افرض أنه لم يعجبك حاجة، والدعاء ليس بواجب، فلم تدع وسلمت؟ لا شيء عليك، أما حديث: أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلاً يصلي ويدعو ولم يحمد الله، ولم يصل على نبيه، ولم يثن على الله، فقال: (عجل هذا، إذا دعا أحدكم فليبدأ بحمد الله والثناء عليه والصلاة على النبي، ثم يتخير من الدعاء أعجبه إليه) ، فليس بصريح في الوجوب، وإذا لم يدع لا شيء عليه، ثم إذا دعوت الله هل واجب عليك أن تحمد الله قبل الدعاء وتثني عليه وتصلي على النبي أم أنه مستحب؟

الجواب

مستحب، أما استدلال من استدل بقوله: علمنا كيف نسلم عليك فكيف نصلي عليك؟ فقال: (قولوا: اللهم! صل على محمد) ، فقد قال الإمام الشوكاني: إن هذا للتعليم؛ لأنهم سألوه: علمنا كيف نسلم عليك فكيف نصلي عليك؟ فليس فيه صيغة وجوب.

قال الله سبحانه وتعالى: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى} ، وقال الله لموسى: {قُلْنَا لا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الأَعْلَى} [طه:٦٨] ، لكن فرق بين الأعلى في قوله تعالى: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى} ، وفي قوله لموسى: (إِنَّكَ أَنْتَ الأَعْلَى) أي: الأعلى على أعدائك.

{الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى} [الأعلى:٢] ، خلق الخلق فسوى خلقهم، كما قال تعالى: {لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ} [التين:٤] .