هل يجوز للرجل أن يجامع أهله ثم ينام على الجنابة إلى الفجر؟ وهل صحيح أن الملائكة تلعن من فعل ذلك؟
الجواب
أما كون الملائكة تلعن من فعل ذلك فليس بصحيح.
أما هل يصح أن ينام الرجل على جنابة؟ فهذا أيضاً سؤال إجابته تحتاج إلى فهم الحديث لا إلى التسرع فيه.
يجوز مع الكراهة، ولماذا الكراهة؟ لحديث الرسول عليه الصلاة والسلام، لما سُئل هذا السؤال، قال له السائل:(يا رسول الله! أينام أحدنا وهو جنب؟ قال: نعم، إذا توضأ) ، قد يتوهم متوهم أن قوله:(نعم، إذا توضأ) أنه حرام عليك أن تنام إلا إذا توضأت، والصواب أن الرسول عليه الصلاة والسلام إذا كان قال:(لا، إلا إذا توضأ) يفيد التحريم، لكن حينما قال:(نعم، إذا توضأ) ، فكأنه بقوله: نعم، يشير إلى الجواز، وبقوله إذا توضأ استحباب الوضوء قبل النوم، فإذا استدل به مستدل على المنع والتحريم لا يكون استدلاله في محله؛ لأن الحديث ما أفاد نهياً صريحاً عن النوم، لكن قال:(نعم) ثم قال: (إذا توضأ) ، فلا يساوي (لا، إلا إذا توضأ) والفرق واضح بين اللفظين، فدقة فهم أحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام تستطيع من خلالها أن تصل إلى الحكم المراد.
ثم في الباب أدلة أُخر: سُئلت عائشة: (أكان النبي صلى الله عليه وسلم ينام وهو جنب) ، أي: ينام قبل أن يغتسل أم يغتسل قبل أن ينام؟ قالت:(ربما فعل هذا، وربما فعل ذاك) ، قال:(الحمد لله الذي جعل في الأمر سعة) .