للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[حكم السفر بدون إذن الأب]

السؤال

يقول: أنا أب لأربعة أولاد، وليس لي دخل إلا مائة وعشرين جنيهاً من وظيفتي، فأردت السفر إلى خارج مصر لتحسين وضعي المادي، ولكن والدي غضب من ذلك، فحاولت أن أنتقل إلى جهة في البلدة أحسن حالاً، لكنني لم أوفق، فهل إذا سافرت مع غضبه يكون ذلك عقوقاً؟ ولو أخذت أهلي معي، ووصيت بأبي أخي الذي يكبرني، ويسكن معي في نفس البيت، علماً بأن والدي يبلغ من العمر سبعين سنة، ويتقاضى معاشاً يكفيه، فهل يجوز ذلك؟

الجواب

إذا كنت تستطيع البقاء مع والدك، ولو كان في المعيشة كفافاً، فلتبق مع والدك، فأنت لست مأموراً ولا مطالباً شرعاً أن تكثر من دخلك، فما دام أن الدخل يكفيك فهو الكفاف، أما إذا كان دخلك لا يكفيك، والأولاد يجوعون، والدخل لا يكفيك أصلاً، فهل تمد يديك للناس؟ لا.

و {لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} [البقرة:٢٨٦] ، ولا يلزمك الشرع بأن تستدين، بل قال تعالى: {وامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ} [الملك:١٥] ، لكن طيب خاطر الأب، وأقنعه بالوضع الذي أنت فيه، والعلم عند الله سبحانه وتعالى.