فسرت البينة بأنها:{رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ يَتْلُوا صُحُفًا مُطَهَّرَةً} مطهرة: لم يعتريها تحريف أو خلط شياطين، كما قال الله سبحانه:{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ * لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ}[فصلت:٤١-٤٢] ، ((لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ)) أي: الشيطان، {مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ}[فصلت:٤٢] .
{فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ}[البينة:٣] ، الكتابات التي فيها كلها مقالات عادلة، وكلها مقالات مستقيمة، والناظر إلى كتاب الله يجد ذلك يجد كتاب الله فيه حفاظٌ على الأموال والعقول والأعراض والدماء، كل هذا موجودٌ في كتاب الله سبحانه وتعالى لا يسمح لأحد في الشرع أن ينظر إلى زوجتك أو ابنتك أموالك محفوظة:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ}[النساء:٢٩] ، وعقلك محفوظ، ومن ثم حرم الخمر ودمك محفوظ، وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم:(كل المسلم على المسلم حرام: دمه، وماله، وعرضه) .
وفي كتاب الله ما يرقق القلب، ويذرف الدمع من العين في كتاب الله حث على صلة الأرحام، وجبر الخواطر المنكسرة، وصلة المرضى وعياداتهم، واتباع الجنائز، وإكرام المسلمين أحياءً وأمواتاً، والاستغفار لمن مات أو لمن هو حي منهم، فكل خيرٍ في كتاب الله.