للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[تفسير قوله تعالى: (إنا أعتدنا للكافرين.]

{إِنَّا أَعْتَدْنَا} [الإنسان:٤] أي: أعددنا، {لِلْكَافِرِينَ سَلاسِلا} أي: سلاسل توضع في الرقاب، ويسحبون بها في النار على وجوههم، {سَلاسِلا وَأَغْلالًا وَسَعِيرًا} [الإنسان:٤] وتقدم الكلام على ذلك.

فقوله سبحانه: (إِنَّا أَعْتَدْنَا) يفيد أن النار مخلوقة الآن، لأن الله قال: (إِنَّا أَعْتَدْنَا) ، وهذا من معتقدات أهل السنة والجماعة أن النار مخلوقة الآن، وأشد ما تجدون من حرها في الصيف، وأشد ما تجدون من بردها وزمهريرها في الشتاء، كما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أن النار اشتكت إلى ربها فأذن لها بنفسين، نفس في الشتاء ونفس في الصيف) الحديث.

(ولما خلق الله النار قال لجبريل: اذهب فانظر إليها) .

الحديث.

(وبينما رجل يمشي في حلة قد أعجبته نفسه إذ خسف به في نار جهنم فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة) فقوله (إِنَّا أَعْتَدْنَا) فيه دليل على أن النار مخلوقة وموجودة الآن، وكذلك في حديث عذاب القبر، (افتحوا له باباً إلى النار، وأفرشوه له النار، فيأتيه من حرها وسمومها) أي: الميت الكافر.