وعقب عبد الله بن أحمد بن حنبل بقوله: سمعت عبيد الله القواريري، سمعت حماد بن زيد يقول: قدم علينا عطاء بن السائب البصرة، فقال لنا أيوب: ائتوه فاسألوه عن حديث التسبيح، يعني هذا الحديث. وقد علل الشيخ أحمد شاكر لما ذهب إليه من أن الحديث في ذاته صحيح بعد أن تبين من هذا الموضع الثاني متابعة شعبة لجرير في السماع من عطاء، وبعد أن تأكد هذا بسماع حماد بن زيد أيضًا من عطاء لهذا الحديث حيث قال - رحمه الله -، لافتًا إلى أن سماع شعبة من عطاء كان قبل الاختلاط. وشعبة سمع من عطاء قديمًا، وحديثه عنه حديث صحيح، ودلت رواية عبد الله بن أحمد على أن حماد بن زيد سمعه منه أيضًا، بل لعلها تدل على أن أيوب سمعه منه كذلك، وعلى أن عطاء لم يخلط في هذا الحديث حتى في رواية من سمعه منه بعد تغيره، فليس التغير بموجب أن يخطيء في كل ما يروي. وهذه لمحة دقيقة ولا ريب!. (١) رواه أبو داود في: ٣٥ - كتاب الأدب: ١٠٩ - باب التسبيح عند النوم ٥/ ٣٠٩ - ٣١٠ ح ٥٠٦٥ من رواية حفص بن عمر، عن شعبة - به - بنحوه وفيه: خصلتان أو خلتان لا يحافظ عليهما عبد مسلم … هما يسير … ويكبر … في الميزان ويكبر أربعًا وثلاثين إذا أخذ مضجعه ويحمد ثلاثًا وثلاثين ويسبح ثلاثًا وثلاثين فذلك مائة … قالوا يا رسول الله! الحديث بنحو ما عند أحمد بتقديم وتأخير. (٢) وأخرجه النسائي في: ١٣ - كتاب السهو: ٩١ - باب عدد التسبيح بعد التسليم ٣/ ٧٤ - ٧٥ من رواية يحيى بن حبيب، عن حماد، عن عطاء - به - بنحوه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: خلتان لا يحصيهما رجل مسلم إلا دخل الجنة وهما يسير ومن يعمل بهما قليل، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: الصلوات الخمس. يسبح أحدكم في دبر كل صلاة عشرًا، ويحمد عشرًا، ويكبر عشرًا، فهي خمسون ومائة في اللسان وأنا رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعقدهن بيده … قالوا يا رسول الله! وكيف لا نحصيهما؟ فقال: "إن الشيطان يأتي أحدكم وهو في صلاته … فينيمه". (٣) أخرجه الترمذي في: ٤٩ - كتاب الدعوات: ٢٥ - باب حدثنا أحمد بن منيع ٥/ ٤٧٨ من رواية إسماعيل بن علية عن عطاء - به - بنحوه وفيه ". . ." ألا وهما يسير يسبح الله في دبر كل صلاة عشرًا ويحمده عشرًا ويكبره عشرًا، قال: فأنا رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعقدها بيده، قال: فتلك وذكر الحديث من هنا بمثل ما أورد ابن رجب في الجزء وزاد: قالوا: وكيف لا نحصيهما؟ .. الحديث بمثل ما عند أحمد. وعقب عليه بقوله: وهذا حديث حسن صحيح. وقد روى شعبة والثوري عن عطاء بن السائب هذا الحديث. فإذا أضفنا إلى هذا رواية إسماعيل بن علية عن عطاء لهذا الحديث كان معنى هذا أن الذين تابعوا جريرا عن عطاءهم شعبة والثوري وإسماعيل بن علية؛ فتأكد بهذا ما ذهب إليه الشيخ أحمد شاكر: أن الحديث صحيح. وإذا راعينا رواية جرير عن عطاء لروايته عنه بعد الاختلاط فطريق جرير طريق حسن وكما سبق أن صرّح الشيخ أحمد شاكر وإذا أردنا أن نحكم على الحديث من حيث طرقه كلها فهو حسن من طريق، وصحيح من طرق، أو كما قال الترمذي حسن صحيح، أو بعبارة تفسر قول الترمذي في هذا الموضع: حسن وصحيح. وقد آثرنا أن نذكر لك ما في المصادر التي أشار إليها ابن رجب من نصوصها للحديث فلم نجد مصدرًا منها يمكننا من أن نقول: إن اللفظ الذي آثره ابن رجب له.