للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[[فإذا أحببته كنت سمعه. . . إلخ]]

• قوله "فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمعُ به، وبَصَرَه الذي يُبْصِرُ به، ويدَه التي يَبْطِشُ بها، ورجلَه التي يمشي بها".

• وفي بعض الروايات:

"وقلبه الذي يَعْقِل به، ولسانه الذي ينطق به".

المراد بهذا الكلام: أن من اجتهد بالتقرب إلى الله تعالى بالفرائض، ثم بالنّوافل قرّبه الله إليه، ورقَّاه من درجه الإيمان إلى درجة الإحسان؛ فيصير يعبد الله على الحضور والمراقبة، كأنه يراه فيمتلئ قلبه بمعرفة الله تعالى، ومحبته وعظمته، وخوفه ومهابته، وإجلاله والأنس به، والشوق إليه؛ حتى يصيرَ هذا الذي في قلبه من المعرفة مُشَاهَدًا له بعين البصيرة كما قيل:

ساكنٌ في القلب يَعْمُرُهُ … لَسْتُ أَنْسَاهُ فأَذْكُرُهُ!؟

غَابَ عَنْ سَمعي وعَنْ بَصَرِي … فَسُوَيَدا القلب تُبْصِرُهُ!؟ (١)

• قال الفضيل بن عياض: إن الله تعالى يقول: كذَب مَن ادّعى محبتي ونام عني (٢) أليس كل مُحِبِّ يحب خلوة حبيبه (٣) ها أنا مطلع على أحبائي، وقد مثَّلوني بين أعينهم، وخاطبُوني على المشاهدة، وكلّموني بحضور (٤) غدًا أقر أعينهم في جِناني.

ولا يزال هذا الذي في قلوب المحبين المقربين يَقْوَى حتى تمتلئَ قلوبهم به، فلا يبقى في قلوبهم غيرُه، ولا تستطيعُ جوارحُهُم أن تَنْبَعِثَ إلا بموافقة ما في قلوبهم، ومَنْ كانَ حاله هذا قيل فيه ما بقي في قلبه إلا الله.

والمراد معرفته ومحبته وذكره.

• وفي هذا المعنى: الأثر الإسرائيلي المشهور يقول الله - عز وجل -: "ما وسعني سمائي ولا أرضي ولكن وسعني قلب عبدي المؤمن" (٥).


(١) م: "فسويد القلب يبصره" وفيه خطأ بين.
(٢) م: "من ادعى محبتي ونام عني" ل: "فإذا جنه الليل نام عني" وضرب عليها.
(٣) م: "محبوبه".
(٤) "ا": "بحضوري".
(٥) قال ابن تيمية: هو مذكور في الإسرائيليات وليس له إسناد معروف عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ومعناه: وسع قلبه الإيمان بي ومحبتي ومعرفتي وإلا فمن قال إن الله يحل في قلوب الناس فهو أكفر من النصارى الذين خصوا ذلك بالمسيح وحده". =

<<  <  ج: ص:  >  >>