للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[[وعلاج ذلك]]

وفي الجملة فمن امتثل ما أمر به النبي - صلى الله عليه وسلم - في هذا الحديث، وانتهى عما نهى عنه، وكان مشتغلا بذلك عن غيره حصَل له النجاة في الدنيا والآخرة.

ومن خالف ذلك واشتغل بخواطره وما يستحسنه؛ وقع فيما حذّر منه النبي - صلى الله عليه وسلم - من حال أهل الكتاب الذين هلكوا بكثرة مسائلهم، واختلافهم على أنبيائهم، وعدم انقيادهم، وطاعتهم لرسلهم.

* * *

وقوله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا نَهَيْتُكُمْ عَنْ شَيءٍ فَاجْتَنِبوهُ، وَإذَا أَمرتُكُم بِأَمْرٍ فَأْتُوا مِنْه مَا اسْتَطَعْتُمْ".

قال بعض العلماء: هذا يؤخذ منه أن النهي أشد من الأمر؛ لأن النهي لم يرخص في ارتكاب شيء منه، والأمر قيد بحسب الاستطاعة.

وروي هذا عن الإمام أحمد رحمه الله.

ويشبه هذا قول بعضهم:

"أعمال البرِّ يعملها الْبَرُّ والفاجر، وأما المعاصي فلا يتركها إلا صدِّيق" (١).

* * *

وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قَالَ لَه: "اتَّق الْمَحارِمَ تَكُنْ أعْبدَ النَّاس" (٢).

وقالت عائشة رضي الله عنها: "من سرَّهُ أنْ يَسْبِق الدّائبَ المُجْتَهد فَلْيَكُفَّ عَن الذُّنوب" وروي عنها مرفوعا (٣).

وقال الحسن: "ما عَبَدَ العابدون بشيء أفضلَ من ترك ما نهاهم الله عنه".

* * *


(١) أورده أبو نعيم في الحلية ١٠/ ٢١١ من قول سهل التستري.
(٢) رواه أحمد في المسند والترمذي في السنن ٧/ ٦٩ وأشار إلى ضعفه بالانقطاع وضعفه العجلوني في الكشف ١/ ٤٣ وحسنه الألباني في صحيح الجامع ١/ ٨٢ والصحيحة ٩٣٠.
(٣) رواه أبو يعلى في المسند ٨/ ٣٦١ بإسناد ضعيف؛ راجع ما ذكره المحقق والهيثمي في مجمع الزوائد ١٠/ ٢٠٠ وابن عدي في الضعفاء ٣/ ٤٢٨ - ٤٢٩ وابن حجر في التهذيب ٤/ ٢٧٢ في ترجمة سويد بن سعيد أحد رواة الحديث.

<<  <  ج: ص:  >  >>