للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

• وقد ذكرنا فيما تقدم (١) حديث أبي بكر الصديق المرفوع: "ملْعُونٌ من ضَارَّ مُسْلِمًا أو مَكرَ به".

خرجه الترمذي.

* * *

[[ما الذي يشمله مفهوم التناجش؟]]

فيدخل على هذا التقدير في التناجش المنهى عنه: جميعُ أنواع المعاملات بالغش ونحوه كتدليس العيوب وكتمانها، وغِشِّ المبيعِ الجيد بالرّدِيء، وغَبْنِ المسْتَرْسِل (٢)


= أقول: لكنه مختلف فيه؛ وثقه أحمد وأبو زرعة وابن حبان والعجلي وقال يعقوب بن سفيان: في حديثه اضطراب وهو ثقة، وقال ابن أبي حاتم عن أبيه: صالح، وهو أكثر حديثا من أبي قبيس الأودي وأشهر وأحب إليّ منه، وهو أقل اختلافا عندي من عبد الملك بن عمير.
وقد تكلم فيه ابن علية فقال: كأن كل من اسمه عاصم مستوى الحفظ وكذا قال العقيلي وقال النسائي: ليس به بأس.
وإذا راعينا هذا الاختلاف في شأن عاصم فلا يقل مستوى إسناد حديثه عن الحسن ولا يعلو فيكون صحيحًا.
فلا يرفض حديثه، وتحسن معه المتابعة ولعله - لهذا - أخرج له الشيخان مقرونا بغيره.
وإذا راعينا أنه خلّط بأخرة تبين لنا سبب رئيسي للقول في اضطراب حديثه، أو سوء حفظه، وربما كان هذا منشأ الاختلاف في أمره.
وأن من قبل روايته قبل ما لم يكن فيه تخليط ومن تكلم فيه تكلم لما حدث له بأخرة.
وقد قال العجلي عنه: … وهو أجل مقرئ بالكوفة، وقدم البصرة فأقرأهم … وأهل البصرة يقولون: ابن بهدلة وكان صاحب سنة وقراءة، وكان ثقة رأسًا في القرآن.
وكان ثقة في الحديث، ولا يختلف عنه في حديث ذر وأبي وائل.
راجع ترجمته في الثقات للعجلي ص ٢٣٩ - ٢٤١ ت ٧٣٦ ورجال صحيح مسلم لأبي بكر بن منجويه الأصبهاني ٢/ ٩٥ ت ١٢٤١، والتهذيب ٥/ ٣٨ - ٤٠، والتقريب ١/ ٣٨٧ وفيه يقول: صدوق، له أوهام حجة في القراءة وحديثه في الصحيحين مقرون. مات سنة ثمان وعشرين ومائة.
والحديث أورده المنذري في الترغيب ٢/ ٥٧٢ وقال رواه الطبراني وأبو نعيم والقضاعي وأورد قول الهيثمي في عاصم ثم قال:
والمتقرر فيه عند أهل العلم بالحديث أنه حسن الحديث يحتج به لا سيما إذا وافق الثقات ثم اعتبر هذا أساس حكم المنذري في الترغيب بجودة إسناد الحديث ثم أشار إلى رواية أبي داود للحديث في مراسيله عن الحسن.
وأورده في السلسلة الصحيحة ١٠٥٨ وأجمل القول عن عاصم محيلا إلى الروض والإرواء ثم قال: "والجملة الأولى لها أكثر من شاهد واحد مخرجة في الإرواء والجملة الأخرى لها شواهد أيضًا كما سبق آنفا، فالحديث بمجموعه صحيح والحمد لله على توفيقه".
أقول: أي صحيح لغيره وإذا راعينا إخراج ابن حبان له في الصحيح، فهو إذًا صحيح لذاته عند ابن حبات على شرطه ومنهجه ومن المعروف أنه في الصحة بعد الصحيحين.
(١) ص ٩١١ في شرح الحديث الثاني والثلاثين.
(٢) استرسل الشعر كان سَبْطًا والشئ: سهل، وإليه: انبسط واستأنس - وبه: وثق. (المعجم الوسيط ١/ ٣٤٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>