للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

خلقه من الفجور لم ينقص ذلك من ملكه شيئًا؛ فدل على أن ملكه كامل على أي وجه كان لما يَزْدَادُ ولا يكمل بالطاعات (١)، ولا ينقص بالمعاصي، ولا يؤثر فيه شيئًا.

* * *

[[دلالة هذه الفقرة]]

وفي هذا الكلام دليل على أن الأصل في التقوى والفجور هي القلوب فإذا بَرَّ القلبُ واتَّقى بَرَّت الجوارح، وإذا فجر القلب فجرت الجوارح، كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -:

" التَّقْوَى هاهنا " (٢) وأشار إلى صدره.

* * *

[[لو أن الخالق سبحانه أعطى خلقه ما سألوه]]

• قوله: " يا عبادي! لو أنَّ أوَّلكم وآخِرَكم وإنْسَكم رجِنَّكم قَامُوا في صعيدٍ وَاحدٍ، فسأَلُوني فأعطيت كلَّ إنسانٍ مسألتَه ما نقص ذلك مما عنِدي إلا كما ينقص المِخْيَط إذا أُدْخِل البحر ".

المراد بهذا ذكر كمال قدرته سبحانه، وكمالِ مُلكه، وأن مُلْكه وخزائنه لما تنفد ولا تنقص بالعطاء، ولو أعطى الأوَّلين والآخرين من الجن والإنس جميعَ ما سأَلوه في مقام واحد، وفي ذلك حثُّ للخلق على سؤاله وإنزالِ حوائجهم به.

* * *

[[أدلة ذلك]]

• وفي الصحيحين عن أبي هريرة (٣) رضي اللّه عنه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:


(١) م: " الطاعة ".
(٢) أخرجه مسلم في كتاب البر والصلة والآداب: باب تحريم ظلم المسلم وخذله واحتقاره ودمه وعرضه وماله ٤/ ١٩٨٦ من حديث أبي هريرة قال: قال رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم -: لما تحاسدوا. ولا تناجشوا ولا تباغضوا، ولا تدابروا، ولا يبع بعضكم على بيع بعض. وكونوا عباد اللّه إخوانا. المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يَخْذُلُهُ، ولا يحقره، التقوى هاهنا " ويشير إلى صدره ثلاث مرات: " بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم. كل المسلم على المسلم حرام. دمه وماله وعرضه ".
(٣) البخاري في كتاب التوحيد: باب قول اللّه تعالى {لما خلقت بيدي} ١٣/ ٣٣٣ ومسلم في كتاب الزكاة: باب الحث على النفقة وتبشير المنفق بالخلف ٢/ ٦٩١ والسح: الصب الدائم .. ومعنى لما يغيضها شيء: لما ينقصها وفي ر: " أنفق منذ ".

<<  <  ج: ص:  >  >>