للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[[لا يسوغ تقويم الناس بظواهرهم]]

• وفي صحيح البخاري عن سهل بن سعد قال: "مر رجل على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال لرجل عنده جالس: ما رأيك في هذا؟ فقال: رَجُلٌ من أشرافِ الناس، هذا والله حَرِيّ إن خَطَبَ أن يُنْكَحَ وإنْ شَفَع أن يُشَفّع، وإن قال أن يُسْتَمَعَ لقوله، قال: فَسَكَتَ النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم ثم مرَّ رَجُلٌ آخر فقال له (١) رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم: ما رأيك في هذا؟ قال: يا رسول الله! هذا رجلٌ من فقراء المسلمين، هذا حريٌّ إن خَطَبَ أن لا يُنْكَحَ، وإن شَفَعَ أن لا يُشْفَعَ، وإن قال أن لا يُسْمَعَ (٢) لقوله، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "هذا خير من ملء الأرض من (٣) مثل هذا".

• وقال محمد بن كعب القُرَظي في قوله تعالى: {إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ (١) لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ (٢) خَافِضَةٌ رَافِعَةٌ} (٤) قال: "تخفضُ رِجَالًا كانوا في الدنيا مرتفعين، وترفعُ رِجَالًا كانُوا في الدنيا مخْفُوضِينَ".


= وفي المسند بعد ما أورده ابن رجب: فقال تبارك وتعالى للنار: "أنت عذابي أصيب بك من أشاء وقال للجنة: أَنت رحمتي وسعت كل شيء ولكل واحدة منكما ملؤها، فأما النار فيلقى فيها أهلها، وتقول: هل من مزيد؟ حتى يأتيها تبارك وتعالى فيضع قدمه عليها فتزوي وتقول: قدني قدني، وأما الجنة فتبقى ما شاء الله أن تبقى ثم ينشئ الله لها خلقا بما شاء".
(١) "ا": "قال".
(٢) ليست في م وهي في الصحيح.
(٣) أخرجه البخاري في صحيحه: ٦٧ - كتاب النكاح: ١٥ - باب الأكفاء في الدين ٩/ ١٣٢ ح ٥٠٩١ عن إبراهيم بن حمزة، عن ابن أبي حازم، عن أبيه، عن سهل قال: مر رجل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: ما تقولون في هذا؟ قالوا حريٌّ إن خطب أن يُنكح، وإن شفعَ أن يشفع وإن قال أن يُستمع إليه، قال: ثم سكت، فمر رجل من فقراء المسلمين، فقال: ما تقولون في هذا؟! قالوا: حريّ إن خطب أن لا ينكح إن شفع أن لا يشفع، وإن قال أن لا يستمع، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: هذا خير من مِلءِ الأرض مثل هذا.
وأخرجه في: ٨١ - كتاب الرقاق: ١٦ - باب فضل الفقر ١١/ ٢٧٣ ح ٦٤٤٧ عن إسماعيل بن أبي أويس، عن ابن أبي حازم - به - عن سهل قال: مر رجل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال لرجل عنده جالس: ما رأيك في هذا؟ فقال: رجل من أشراف الناس، هذا والله حري إن خطب أن ينكح وإن شفع أن يشفع، قال: فسكت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم مَرَّ رجل فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ما رأيك في هذا؟ فقال يا رسول الله! هذا رجل من فقراء المسلمين هذا حري إن خطب أن لا ينكح وإن شفع أن لا يشفع، وإن قال أن لا يسمع لقوله، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: هذا خير من ملء الأرض من مثل هذا".
وها نحن أولاء ترى أن ابن رجب لفق من الموضعين رواية واحدة أوردها عن الصحيحين.
فهل يريد بقوله وفي الصحيحين: في جملة الصحيحين؟ لكن لم يعدل عن إيراد رواية موضع بعينه؟ على أية حال فقد تعمدت إيراد الروايتين في الموضعين لأبين أن روايته لم تتفق مع أي منهما اتفاقا تاما.
(٤) سورة الواقعة: ١، ٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>