للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[[الصورة المقابلة]]

فأما إن كانت همة السامع مصروفة عند سماع الأمر والنهي إلى فرض أمور قد تقع وقد لا تقع فإن هذا مما يدخل في النهي، ويثبط عن الجد في متابعة الأمر.

[[اتباع السنة]]

وقد سأل رَجلٌ ابن عَمَر عَنِ اسْتلامِ الحَجَر فَقَال لَهُ: رَأيتُ النَّبي - صلى الله عليه وسلم - يَستَلِمهُ وَيُقَبِّلُهُ فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ: أرأَيْتُ أَنْ غُلِبتُ عَنْهُ؟ أرَأيْتَ أَنْ زُوحمتُ؟ فقال له ابْنُ عَمَر: اجعل "أَرأَيْتَ" بِاليَمَن؛ رَأَيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يَسْتَلِمُه ويُقَبِّلُهُ.

خرجه الترمذي (١).

[[ومتى يحمد السؤال في العلم؟]]

ومراد ابن عمر أن لا يكون لك هم إلا في الاقتداء بالنبي - صلى الله عليه وسلم - ولا حاجة إلى (٢) فرض العجز عن ذلك، أو تَعَسُّرِه قبل وقوعه، فإنه قد يفتِّرُ (٣) لعزم على التصميم على المتابعة (٤)؛ فإن التفقه في الدين والسؤال عن العلم إنما يحمد إذا كان للعمل لا للمراء والجدل.

* * *

[[العلم والفتنة]]

• وقد روي عن علي رضي الله عنه أنه ذكر فتنا تكون في آخر الزمان فقال له عمر: متى ذلك يا علي؟ قال: إذا تُفُقِّه لغير الدين، وتُعُلِّم لغير العمل، والتُمِست الدنيا بعمل الآخرة.

* * *

• وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: كيف بكم إذا لبستكم فتنة يربو فيها الصغير، ويهزم فيها الكبير، وتتخذ سنة، فإن غيرت يومًا قيل: هذا منكر؟ قالوا: ومتى ذلك؟ قال إذا قلّت أمناؤكم، وكثرت أُمراؤكم، وقلَّتْ فقهاؤكُمْ، وكثرت


(١) سنن الترمذي: كتاب الحج: باب ما جاء في تقبيل الحجر ٣/ ٢١٥ وقال: حديث حسن صحيح.
(٢) في المطبوعة: "إلا " وهو تحريف.
(٣) هكذا ضبطت في (ب) بتشديد التاء وكسرها.
(٤) من هنا إلى قوله" في كتابه" ليس في أ.

<<  <  ج: ص:  >  >>