للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وللأول عليه سَابِقَةٌ، ورجُلٌ عَرفَ دينَ الله فسكَتَ عليه، فإن رأى مَنْ يَعْمَلُ بخير أحَبَّه عليْهِ، وإِنْ رأى مَنْ يعملُ بباطل أَبْغَضَهُ عليه فذلك الذي ينجُو على إبطائه (١) ".

وهذا غريب وإسناده منقطع.

• وخرج الإسماعيلي من حديث هارون العبدي وهو ضعيف جدًّا، عن مولى لعمر، عن عمر، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "توشِكُ هذه الأمة أن تهْلِكَ؛ إلا ثلاثَةَ نفر: رجل أنكر بيده وبلسانه وبقلبه؛ فإن جَبُنَ بيده فبِلِسانه وقلبه: فإن جبُن بِلسانه وبيدِه فبِقلبِه".

• وخرج أيضًا من رواية الأوزاعي، عن عمير بن هانئ، عن علي مسمع النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: سيكُونُ بعدي فِتَنٌ لا يَستطيع المؤمن فيها أن يغير بيده ولا بلسانه؟ قلتُ: يا رسول الله! وكيف ذاك؟ قال ينكرونَهُ بقُلوبهِم. قلت: يا رسول الله! وهل ينقصُ ذلك إيمانَهم شيئًا؟ قال: لا؛ إلا كما يَنْقصُ القَطْرُ مِنَ الصَّفَا.

وهذا الإسناد منقطع.

• وخرج الطبراني معناه من حديث عبادة بن الصامت، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم (٢) بإسناد ضعيف.

* * *

[[دلالة هذه الأحاديث]]

فدلت هذه الأحاديث كلها على وجوب إنكار المنكر بحسب القدرة عليه، وأنّ إنكاره بالقلب لابد منه (٣) فمن لم ينكر قلبه المنكر دل على ذهاب الإيمان من قبله.

• وقد روي عن أبي جحيفة قال: قال علي: إنّ أولَ ما تُغْلَبُون عليه من الجهاد: الجهاد بأيديكم، ثم الجهادُ بألسنتكم، ثم الجهادُ بقلوبكم؛ فمن لم يعرف قَلْبُهُ المعروفَ ويُنكِر قَلْبُهُ المنكرَ نُكِسَ فَجُعِلَ أعلاه أسفلَه.

وسمع ابن مسعود رجلا يقول: هلك من لم يأمر بالمعروف ولم ينه عن المنكر، فقال


(١) في بعض الأصول: "إبطائه كله".
(٢) أورده الهيثمي في مجمع الزوائد ٧/ ٢٧٥ من حديث عبادة بن الصامت وقال: رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه طلحة بن زيد القرشي وهو ضعيف جدًّا.
(٣) م: "وأما إنكاره بالقلب فلابد منه".

<<  <  ج: ص:  >  >>