للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[[من النصح لله]]

ومن النصح الواجب لله أن لا يرضى بمعصية العاصي، ويحب طاعة من أطاع الله ورسوله.

* * *

[[النصيحة النافلة]]

وأما النصيحة التي هي نافلة لا فرض فبذل المجهود (١) بإيثار الله تعالى على كل محبوب بالقلب، وسائر الجوارح؛ وحتى (٢) لا يكون في الناصح فضل عن غيره؛ لأن الناصح إذا اجتهد لم يؤثر نفسه عليه، وقام بكل ما كان في القيام به سروره ومحبته، فكذلك الناصح لربه.

ومن تنفل لله بدون الاجتهاد فهو ناصح على قدر عمله، غير مستحق (٣) للنصح بكماله.

* * *

[[النصيحة لكتاب الله]]

وأما النصيحة لكتاب الله (٤) فشدة حبه، وتعظيم قدره: إذ هو كلام الخالق، وشدة الرغبة في فهمه، وشدة العناية في تدبره (٥)، والوقوف عند تلاوته لطلب معاني ما أحب مولاه أن يفهمه عنه، ويقوم به له بعد ما يفهمه.

[وكذلك الناصح من العباد يتفهم وصية من ينصحه، وإن ورد عليه كتاب منه غُنِي بفهمه؛] (٦) ليقوم عليه بما كتب به فيه إليه.

فكذلك الناصح لكتاب ربه يعني بفهمه ليقوم لله بما أمره به كما يحب ويرضى. ثم ينشر ما فهم في العباد، ويديم دراسته بالمحبة له، والتخلق بأخلاقه، والتأدُّبِ بآدابه.

* * *


(١) في "الصلاة": "المحمود" وهو تحريف مطبعي.
(٢) ب: "حتى".
(٣) في "الصلاة": "محق".
(٤) م: "لكتابه". وما أثبتناه هو الموافق لما عند المروزي.
(٥) "ا"، ب: "لتدبره" وما أثبتناه هو الموافق لما عند المروزي.
(٦) ما بين الرقمين سقط من ب. وفي هـ، م: "من غني" وهو تحريف واضح. وعند المروزي: "من القلب".

<<  <  ج: ص:  >  >>