للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لمواسم العام من الوظائف" (١).

ويعود ابن رجب ليربط ختام الكتاب بصدره، ذاكرًا ما جاء عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- من جوامع الكلم في التسبيح، ومكانته، وثوابه عند الله، وأدعية نبوية من جوامع الكلم تأسيًا بحديث الرسول الذي يرويه أبو داود، عن عائشة رضي الله عنها: "كَان النَّبيُّ عَلَيْه الصَّلاة وَالسَّلامُ يُعْجِبُهُ الْجَوَامِعُ مِنَ الدُّعَاءِ وَيَدَعُ مَا بَيْنَ ذَلِكَ" ثم يختم الكتاب بحديث التحيات بما فيه من توجه إلى الله، وسلامٍ على الرسول، وعلى عباد الله، الصالحين.

* * *

[٤ - الترابط العضوي]

الكتاب بذلك هندسة كاملة: له فاتحته وخاتمته. ولكن ماذا عن نظام الكتاب وترابطه العضوي بين الحديثين: الفاتح والخاتم؟

قد يكون من اليسير أن نختار الحديث الثاني في مكانه هذا. إنه البهو الرئيسي في البناء بعد المدخل. وهو الذي يرويه عمر بن الخطاب عن مجيء جبريل إلى الرسول -صلى الله عليه وسلم- يعلمنا ديننا: يسأل الرسول ويصدقه في أمر الإسلام والإيمان و الإحسان والساعة وأماراتها. ولقد وفاه ابن رجب من الشرح، أكثر مما أعطى غيره من أحاديث الكتاب. وتأتي إحالات ابن رجب عليه، بدءًا من الحديث الثالث عن قواعد الإسلام.

ومن المنتظر أن نجد تداخلا بين هذه الأحاديث، وكلها من جوامع الكلم، وأن تتباين وتتكامل -في نفس الوقت- عناية المؤلف بها، ولا ينتظر -وهذا أمرها- أن نتلمس فيها نموًّا عضويًّا منهجيًّا، بحيث لا نستطيع أن نقدم في ترتيبها أو نؤخر، فمطلب مثل هذا، فيه من التطلع أكثر مما تسمح به طبيعة جوامع الكلم، وهي موضوع الكتاب.

ولكننا نستطيع أن ننظر إلى نمو الكتاب من زاوية أخرى، وهي التكامل الموضوعي. هل ابن رجب، حين أضاف حديث الفرائض وما بعده، كان ينظر بهذا المنظار، وهو المبرر الذي استند إليه في الإضافة؟

الكتاب -بهذا يعبر تعبيرًا صادقًا عن أبعاد الإسلام، كما توضحها الأحاديث الشريفة. ونظرة إلى فهرست الكتاب يمكن أن تؤكد هذا التكامل:


(١) ط. عيسى الحلبي ١٣٤٢ هـ - ١٩٢٤ م. مصر وانظر ما مضى عنه ص ٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>