للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

هذا يرجع إلى أن الجزاء من جنس العمل، وقد تكاثرتِ النُّصوصُ بهذا المعنى، كقوله صلى الله عليه وآله وسلم: "إنما يَرْحَمُ الله من عباده الرحماء" (١).

وقوله: "إنّ الله يُعذِّبُ الذينَ يُعَذبُونَ النَّاسَ في (٢) الدُّنْيَا".

والكُرْبَة: هي الشدة العظيمة التي توقع صَاحِبها في الكَرْب، وتنفيسها أن يخفف عنه منها، مأخود من تنفس الخناق كأنه يرخي له الخناق حتى يأخذ نَفَسًا.

والتفريج أعظم من ذلك، وهو أن يزيلَ عنه الكربة فتنفرجَ عنه كُربَتُه، ويزولَ هَمُّهُ وغمّه.

* * *

[[جزاء التنفيس والتفريج]]

فجزاء التنفيس التنفيس وجزاء التفريج التفريج.


(١) هذا جزء حديث أخرجه البخاري في: ٢٣ - كتاب الجنائز: ٣٢ باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم - يعذب الميت ببعض بكاء أهله عليه إذا كان النوح من سنته ٣/ ١٥١ ح ١٢٨٤ من حديث أسامة بن زيد - رضي الله عنهما - قال: أرسلت ابنة النبي - صلى الله عليه وسلم - إليه: إن ابنا لي قبض، فائتنا، فأرسل يقرئ السلام، ويقول: إن لله ما أخذ، وله ما أعطى، وكلٍّ عنده بأجل مسمى، فلتصبر ولتحتسب، فأرسلت إليه تقسم عليه ليأتينها، فقام ومعه سعد بن عبادة ومعاذ بن جبل، وأبي بن كعب وزيد بن ثابت ورجال، فرفع إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الصبي ونفسه تتقعقع قال: حسبته أنه قال: كأنها شَنَّ ففاضت عيناه، فقال سعد يا رسول الله! ما هذا؟ فقال: هذه رحمة جعلها الله في قلوب عباده، وإنما يرحم الله من عباده الرحماء" وانظره في الأحاديث ٥٦٥٥، ٦٦٠٧، ٧٢٧٧، ٧٤٤٨. وأخرجه مسلم في: ١١ - كتاب الجنائز: ٦ - باب البكاء على الميت ٢، ٦٣٥ - ٦٣٦ ح ١١ - (٩٢٣).
والقعقعة حكاية حركة الشيء يسمع له صوت، والشَّنُّ: القربة البالية، والمعنى: وروحه تضطرب وتتحرك لها صوت وحشرجة كصوت الماء إذا ألقي في القربة البالية.
وانظر باقي تخريج الحديث في الموسوعة عن النسائي وأبي داود وأحمد والبيهقي والطبراني والزبيدي وابن أَبي شيبة وغيرهم.
(٢) أخرجه مسلم في ٤٥ - كتاب البر والصلة والآداب ٣٣ - باب الوعيد الشديد لمن عذب الناس بغير حق من حديث هشام بن عروة عن أبيه قال: مر هشام بن حكيم بن حزام على أناس من الأنباط بالشام، قد أقيموا في الشمس، فقال: ما شأنهم؟ أَشهد لسمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: إن الله يعذب الذين يعذبون الناس في الدنيا ٤/ ٢٠١٨ وأعقبه برواية عن جرير زاد فيها: وأميرهم يومئذ عمير بن سعد على فلسطين فدخل عليه فحدثه، فأمر بهم فحلوا" وفي هذا قيام من هشام بن حكيم بن حزام بأمور:
١ - إبلاغ السنة وتوظيف هذا الإبلاغ في إجراء حكيم تمس الحاجة إليه.
٢ - الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حين يكون في إطار القواعد والآداب الإسلامية فسوف يفيد مع الحاكم، كما سيؤتي ثماره مع أفراد المجتمع؟!.
٣ - إحسان التعبير عن الغيرة وقد رفق هشام بعمير، وحادثه بينه وبينه فيما يشبه المناجاة، ونصحه رفقًا به، ويبدو أن عميرًا حين لمس منه فرط حرصه على إحسان علاقته بالله وبالناس ثم حين لمس أن ما يقوم به جنوده خطأ لا يقره الإسلام، ولا تحمد عاقبته أَصاخ السمع وأوقف التعذيب، وأطلق الوثاق؟!.

<<  <  ج: ص:  >  >>