للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حديثه: "الكبر" بدل "البغي" فنفى أن تكون كراهته (١) لأن يفوقه أحد في الجمال بغيًا أو كبرا، وفسر البغي والكبر ببطر الحق، وهو التكبر عليه، والامتناع من قبوله كبرا إذا خالف هواه (٢).

* * *

[[المؤمن متواضع يقبل الحق ولا يأباه].]

• ومن هنا قال بعض السلف: "التواضع: أن تقبل الحق من كل مَن جاءَ به وإن كان صغيرًا".

فمن قبل الحق ممن جاء به سواء أكان صغيرًا أو كبيرًا، وسواء أكان يحبه أو لا يُحبه، فهو متواضع.

ومن أبى قبول الحق تعاظمًا عليه فهو متكبر.

وغَمْصُ الناس: هو احتقارهم وازدراؤهم، وذلك يحصل من النظر إلى النفس بعين الكمال، وإلى غيره بعين النقص.

* * *

[[حب الناس يدفع إلى إصلاح عيوبهم].]

وفي الجملة فينبغي للمؤمن أن يحب للمؤمنين ما يحب لنفسه، ويكره لهم ما يكره لنفسه، فإن رأى في أخيه المسلم نقصًا في دينه اجتهد في إصلاحه.

قال بعض الصالحين من السلف:

أهل المحبة لله نظروا بنور الله، وعطفوا على أهل معاصي الله: مقتوا أعمالهم، وعطفوا عليهم ليزيلوهم بالمواعظ عن فعالهم، وأشفقوا على أبدانهم من النار.

* * *


(١) في س: "أن يكون محبته الانفراد بالجمال". وفي ب: "بدل البغي ببطر الحق".
(٢) أخرجه أبو داود في كتاب اللباس: باب ما جاء في الكبر ٤/ ٣٥٢ من حديث أبي هريرة أن رجلًا أتى النبي - صلى الله عليه وسلم -، وكان رجلًا جميلًا، فقال: يا رسول الله! إني رجل حبب إليَّ الجمال، وأعطيت منه ما ترى، حتى ما أحب أن يفوقني أحد، إما قال: بشراك نعلي، وإما قال: بشسع نعلي، أفمن الكبر ذلك؟ قال: "لا، ولكنَّ الكِبْرَ مَنْ بَطِرَ الحق وغَمَطَ الناس".

<<  <  ج: ص:  >  >>