للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[[والمهترون]]

• وخرجه الإمام أحمد ولفظه: "سبق المفرّدون". قالوا: وما المفردون؟ قال: "الذين يهترون في ذكر الله عز وجل" (١). وخرجه الترمذي، وعنده: قالوا: يا رسول اللّه! وما المفرِّدون؟ قال: "المستهترون في ذكر الله تعالى"، يضع الذكر، عنهم أثقالَهم؛ فيأتون يومَ القيامة خِفَافًا (٢).

وروى موسى بن عبيدة، عن أبي عبد اللّه القَرَّاظ (٣)، عن معاذ بن جبل قال: بينما نحن مع رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - نسير بالدَّفِّ (٤) من جُمْدان إذ استنبه (٥) فقال: يا معاذ! أينَ السابقون؟ فقلت: قَدْ مَضَوْا وتخلّف أُناس (٦)، فقال: "يا معاذ! إنَّ السابقين: الذينَ يُسْتَهْتَرون بذكر اللّه عز وجل!؟ ".

خرجه جعفر الفريابي (٧).

ومن هذا السياق يظهر وجه ذكر السابقين في هذا الحديث؛ فإنه لما سبق الركبَ، وتخلف بعضهم، نبّه النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - على أن السابقين على الحقيقة؛ هم الذين يُدْمِنُونَ ذِكْرَ الله عز وجل ويولعونَ به، فإن الاستهتارَ بالشيء؛ هو الْوَلُوعُ به والشغَف حتى لا يكاد يفارق ذكره.

وهذا على رواية من رواه: المسْتَهْتَرون.


(١) في المسند ٢/ ٣٢٣ (الحلبي) بهذا اللفظ وفي ص ٤١١ من وجه آخر؛ وفيه: وما المفردون؟ قال: "الذاكرون الله كثيرًا" ثم قال: "اللهم اغفر للمحلقين". قالوا: والمقصرين؟ قال: "والمقصرين".
(٢) في: ٤٩ - كتاب الدعوات: ١٢٩ - باب العفو والعافية ٥/ ٥٧٧ ح ٣٥٩٦ وعقب عليه بقوله: هذا حديث حسن غريب.
(٣) م: "القراط".
(٤) م "بالقريب" والدَّف هو الجنب ومعنى الكلمتين متقارب؛ وراجع اللسان ٢/ ١٣٩٥ (المعارف).
(٥) "ا": "إذا ستنبه" وفي إذا تحريف.
(٦) م: "أناس".
(٧) هذا حديث ضعيف جدًّا من هذا الطريق والعلة فيه من موسى بن عبيدة، قال أحمد بن حنبل: لا يكتب حديثه، وحديثه منكر، وقال ابن معين: لا يحتج بحديثه، ضعيف، إلا أنه يكتب من أحاديثه الرقاق، وقال ابن سعد: كان ثقة كثير الحديث جدًّا وليس بحجة، وقال يعقوب بن شيبة: صدوق ضعيف الحديث جدًّا، ومن الناس من لا يكتب حديثه لوهائه وضعفه وكثرة اختلاطه.
قيل: توفي ١٥٢، وقيل: ١٥٣.
راجع في ترجمته الضعفاء الكبير للعقيلي ٤/ ١٦٠ - ١٦٢، والكامل لابن عدي ٦/ ٣٣٣ - ٣٣٧ وتهذيب التهذيب ١٠/ ٣٥٦ - ٣٦٠.
وقد أورد الزبيدي في الإتحاف ٧/ ٢٥٤ حديث أبي هريرة في مسلم، وحديث معاذ من طريق موسى بن عبيده عن أبي عبيدة القراظ، ومن رواية إسحق بن راهويه في مسنده وقال: وموسى ضعيف لكن يقوى بحديث أبي هريرة السابق.

<<  <  ج: ص:  >  >>