للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أهل العراق: يسألوننى عن دم البعوض وقد قتلوا الحسين وسمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: "هما ريحانتاي من الدنيا" (١)؟!

• وسأل رجلٌ بشْر بن الحارث عن رجل له زوجة وأُمه تأْمره بطلاقها؟ فقال: إن كان يَبَرُّ أَمَّهُ في كل شيء ولم يبق من برها إلا طلاق زوجته فليفعل، وإن كان يبرها بطلاق زوجته ثم يقوم بعد ذلك إلى أُمه فيضربها فلا يفعل.

• وسئل الإمام أحمد رحمه الله عن رجل يشتري بقلا، ويشترط الخوصة (٢) يعني التي تربط بها جُرْزَةُ (٣) البقل؟ فقال أحمد: إيش هذه المسائل؟ قيل له: إن إبراهيم بن أبي نعيم يفعل ذلك؟! (٤) فقال أحمد: إن كان إبراهيم بن أبي نعيم فنعم. هذا يشبه ذاك.

وإنما أنكر هذه المسائل ممن لا يشبه حاله، وأما أهل التدقيق في الورع فيشبه حالهم هذا.

* * *

[[هؤلاء هم أهل الورع]]

• وقد كان الإمام أحمد نفسه يستعمل في نفسه هذا الورع؛ فإنه أمَر مَن يشتري له سمنًا فجاء به على ورقة؛ فأمر برد الورقة إلى البائع.

• وكان الإمام أحمد لا يستمد من محابر أصحابه، وإنما يخرج معه محبرته (٥) يستمد منها.

• واستأذنه رجل أن يكتب من محبرته، فقال له: اكتب فهذا ورع مظلم.

• واستأْذنه رجل آخر (٦) في ذلك فتبسم وقال: لم يبلغ ورعي ولا ورعك هذا!

وهذا قاله على وجه التواضع، وإلا فهو كان في نفسه يستعمل هذا الورع.


(١) أخرجه أبو داود الطيالسي في مسنده ص ٢٦٠ - ٢٦٤، وأحمد في مسنده ٩/ ٢٠٢ بإسناد صحيح كما ذكر محققه الشيخ أحمد شاكر، والبخاري في صحيحه كتاب الفضائل: باب مناقب الحسن والحسين رضي الله عنهما ٧/ ٩٥ وفي كتاب الأدب: باب رحمة الولد وتقبيله ومعانقته ١٠/ ٤٢٦، والترمذي في كتاب المناقب: باب مناقب الحسن والحسين عليهما السلام ٥/ ٦٥٧ وقال هذا حديث صحيح وفي أ، ر، ظ، ب "يسألوني" بحذف النون على لغة.
(٢) سقطت من ب والخوصة واحدة الخوص، وهو سعف النخل.
(٣) م "حزمة" وهما بمعنى.
(٤) في ب: "قيل له إنه إبراهيم بن أبي نعيم" أ: إن إبراهيم بن أبي نعيم.
(٥) في ب: "محبرة".
(٦) ليست في "ا".

<<  <  ج: ص:  >  >>