للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[[معنى الرضا بالله ربا]]

والرضا بربوبية الله يتضمن الرضا بعبادته وحده لا شريك له، والرضا (١) بتدبيره للعبد واختياره له.

والرضا بالإسلام دينًا يتضمن (٢) اختياره على سائر الأديان، والرضا بمحمد رسولا يتضمن الرضا بجميع ما جاء به من عند الله، وقبول ذلك بالتسليم والانشراح كما قال سبحانه {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} (٣).

وفي الصحيحين عن أنس عَنِ النَّبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "ثَلاثٌ من كُنَّ فيهِ وَجَدَ بِهنَّ حَلاوَةَ الإيمَانِ: مَن كَانَ الله وَرَسُولُهُ أحَبَّ إِلَيه مِمَّا سواهُمَا، وأنْ يُحِبَّ المرءَ لا يُحِبُّهُ إِلا لله، وأنْ يَكْرَهَ أنْ يَعود إِلَى الكفر - بَعد إذْ أنقَذَهُ الله منهُ - كَمَا يَكْرهُ أَنْ يُلْقَى في النَّارِ" (٤).

وفي رواية: "وَجد بهنَّ طَعْمَ الإيمان".

وفي بعض الروايات: "طَعْمَ الإيمانِ وَحَلاوَتَهُ" (٥).


(١) أ، ب: "بالرضا لتدبيره".
(٢) في س، ن، ب: "يقتضي" وكذلك في الآتية.
(٣) سورة النساء: ٦٥.
(٤) صحيح البخاري: كتاب الإيمان: باب بيان حلاوة الإيمان ١/ ٦٠ ومسلم في كتاب الإيمان: باب بيان خصال من اتصف بهن وجد حلاوة الإيمان ١/ ٦٦ باختلاف يسير.
(٥) روى البخاري هذا الحديث في مواطن ثلاثة من صحيحه عدا الموضع الذي سقناه، ونصه فيه: "ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان … ".
وقد رواه كذلك في باب من كره أن يعود في الكفر كما يكره أن يلقى في النار من الإيمان ١/ ٧٢ بالنص المذكور.
وفي كتاب الأدب: باب الحب في الله ١٠/ ٤٦٣ ونصه فيه: "لا يجد أحد حلاوة الإيمان حتى يحبها المرء لا يحبه إلا الله … ".
وفي كتاب الإكراه: باب من اختار الضرب والقتل والهوان على الكفر ١٢/ ٣١٥ بالنص الأول والثاني أما مسلم فرواه في الموضع المذكور بروايتين ونص الأولى: "ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان".
ونص الرواية الثانية: "ثلاث من كن فيه وجد طعم الإيمان".
فالرواية التي يشير إليها ابن رجب هنا: "وجد بهن طعم الإيمان" ليست بهذا النص في أي من الصحيحين وإنما جزؤها في رواية مسلم الأولى وجزؤها الآخر في روايته الثانية.
إلا أن يكون مريدًا بقوله وفي رواية: غير الصحيحين بيد أن هذا احتمال بعيد لتعقيبه رواية الصحيحين بقوله وفي رواية؛ فالظاهر والأرجح أنه يريد: وفي رواية الصحيحين. أما قوله بعدئذ وفي بعض الروايات فالأظهر أنه يقصد غير الصحيحين أي وفي بعض الروايات الأخرى عدا الصحيحين وهي في النسائي ٨/ ٩٤ - ٩٥ وبلفظ: "وجد بهن حلاوة الإيمان وطمعه".

<<  <  ج: ص:  >  >>