للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا} (١) وقال: {فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ} (٢).

• وخرج الإمام أحمد وأبو داود والترمذي من حديث أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "ألا أخْبرُكُمْ بأَفْضَلَ مِنْ دَرَجَةِ الصَّلاةِ والصِّيَام والصَّدقة؟ " قالوا: بلى يا رسول الله! قال: "إصْلاحُ ذَاتِ البَيْن فإن فَسَادَ ذاتِ البَيْنِ هِي الحَالقةُ" (٣).

• وخرج الإمام أحمد وغيره من حديث أسماء بنت يزيد، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "ألا أنبئكم بشراركم؟ " قالو!: بلى، يا رسول الله! قال: "المشَّاؤون بالنَّمِيمَةِ، المفَرِّقونَ بَينْ الأحِبَّةِ، الباغُون للبُرَآءِ العَيَبَ" (٤).

[[البغض في الله ليس منهيا عنه]]

وأمّا البُغضُ في الله؛ فهُوَ مِنْ أَوْثَق عُرَى الإيمان، وليس داخلًا في النهي، ولو ظهر لرجل مِنْ أخيه شر؛ فَأَبغَضهُ عَلَيه وكانَ الرَّجلُ معذُورًا فيه في نفس الأمر أثيبَ المبغِضُ له وإن عُذِرَ أخُوهُ كما قال عمر: "إنا كُنَّا نَعْرِفُكُم إِذْ رَسُولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم بين أظهرنا، وإذ ينزل الوحى، وإذ ينبئنا الله مِن أخباركم ألا وإن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد انطُلِقَ به، وانقطع الوحى، وإنما نَعْرِفُكُم بما نُخبركم ألا مَنْ أظهَرَ منكم لنا خيْرًا ظننا به خيرًا وأحببناه عليه، ومَنْ أظهرَ منكم شرًّا ظننا به شرًّا وأبْغَضْنَاهُ عليه؛ سرائركم بينكم وبين ربكم تعالى (٥) ".


(١) سورة الحجرات: ٩.
(٢) سورة الأنفال: ١.
(٣) أخرجه أحمد في المسند ٦/ ٤٤٤ - ٦٤٥ (الحلبي) وأبو داود في السنن: ٣٥ - كتاب الأدب: ٥٨ - باب في إصلاح ذات البين ٥/ ٢١٨ ح ٤٩١٩ بنحوه وفيه: "وفساد ذات البين".
والترمذي في السنن: ٣٨ - كتاب صفة القيامة: ٥٦ - باب حدثنا أبو يحيى ٤/ ٦٦٣ - ٦٦٤ ح ٢٥٠٩ وعقب عليه بقوله: هذا حديث صحيح ويروى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "هي الحالقة، لا أقول: تحلق الشعر، ولكن تحلق الدين".
(٤) أخرجه أحمد في المسند ٦/ ٤٥٩ (الحلبي) من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عن ابن خيثم، عن شهر بن حوشب عن أسماء بنت يزيد أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ألا أخبركم بخياركم؟ قالوا: بلى يا رسول الله! قال: الذين إذا رؤوا ذكر الله تعالى ثم قال: ألا أخبركم بشراركم؟ المشاؤون بالنميمة المفسدون بين الأحبة، الباغون للبرآء العنت" وأخرجه عقبه من طريق علي بن عاصم، عن عبد الله بن عثمان بن خيثم - به - بنحوه.
وفي الحديث شهر وفيه ما فيه.
وقد أورده الهيثمي ٨/ ٩٣ عن أحمد من حديث أسماء وعقب عليه لقوله: رواه أحمد وفيه شهر بن حوشب وقد وثقه غير واحد وبقية رجال أحد أسانيده رجال الصحيح.
وفيه: الباغون للبرآء العيب".
(٥) أخرجه أحمد في المسند ١/ ٢٧٨ - ٢٧٩ (المعارف) ح ٢٨٦ بإسناد حسن كما ذكر محققه شاكر ورواه أبو يعلى في مسندد ١/ ١٧٤ - ١٧٥ ح ١٩٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>