للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[[الاستغفار مع الإصرار]]

• وأما استغفار اللسان مع إصرار القلب على الذنب فهو دعاء مجرد، إن شاء الله أجابه، وإن شاء ردّه.

• وقد يكون الإصرار مانعًا من الإجابة.

وفي المسند من حديث عبد الله بن عمرو مرفوعًا: "ويل للذين يصرون على ما فَعَلُوا وهُم يعلَمون" (١).


= يزيد الكوفي، عن أبي يحيى الجماني، عن عثمان بن واقد - به.
وقد عقب الترمذي بقوله:
هذا حديث غريب؛ إنما نعرفه من حديث أبي نُضَيرة، وليس إسناده بالقوي.
وأورده السخاوي في المقاصد الحسنة ص ٣٥٩ عن أبي داود والترمذي وأبي يعلي والبزار من طريق عثمان بن واقد مرفوعًا وذكر تعقيب الترمذي ثم أورد عن البزار قوله: لا نحفظه؛ إلا من حديث لأبي بكر بهذا الطريق وأبو نضيرة وشيخه لا يعرفان.
ثم قال: وله شاهد عند الطبراني في الدعاء من حديث ابن عباس.
وأورده الشيخ ناصر الألباني في ضعيف الجامع الصغير ح ٥٠٠٦ وأحال إلى المشكاة، وضعيف أبي داود. لكن أورده الزبيدي في الإتحاف ٥/ ٥٩ وشرحه وحكى قول العراقي: رواه أبو داود والترمذي من حديث أبي بكر وقال: غريب وليس إسناده بالقوي، وعقب بقوله: قلت: قال الزيلعي: إنما لم يكن قويًّا لجهالة مولى أبي بكر الراوي عنه، لكن جهالته لا تضر؛ إذ تكفيه نسبته إلى الصديق.
ثم حكى قول المناوي: وفيه أيضًا عثمان بن واقد، ضعفه أبو داود نفسه.
وعلق الزبيدي بقوله: عثمان بن واقد لم أر له ذكرًا في كتاب الضعفاء للذهبي ولا في ذيله. ولعله عثمان بن فائد فلينظر ذلك.
وقد أورده ابن كثير في التفسير ١/ ٤٠٧ - ٤٠٨ عن أبي يعلى ثم قال: ورواه أبو داود والترمذي والبزار في مسنده من حديث عثمان بن واقد - وقد وثقه يحيى بن معين - به - وشيخه أبو نصير المقاسطي واسمه سالم بن عبيد وثقه الإمام أحمد وابن حبان.
ثم وضح أساس تضعيف الترمذي وابن المديني للحديث ورد على ذلك واستحسن القول بحسن الحديث؛ حيث قال: وقول علي بن المديني والترمذي ليس إسناد هذا الحديث بذاك؛ فالظاهر أنه لأجل جهالة مولى أبي بكر، ولكن جهالة مثله لا تضر؛ لأنه تابعي كبير، ويكفيه نسبته إلى أبي بكر؛ فهو حديث حسن والله أعلم. وبهذا يلتقي ابن كثير إلى حد كبير مع الزبيدي في الحكم على الحديث.
(١) أخرجه أحمد في المسند ١٠/ ٥١ - ٥٢ (المعارف) ح ٦٥٤١ من طريق يزيد بن هارون، عن حريز بن عثمان الرحبي، عن حبان الشرعبي، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال وهو على المنبر: "ارحموا ترحموا، واغفروا يغفر الله لكم، ويل لأقماع القول، ويل للمصرين الذين يصرون على ما فعلوا وهم يعلمون".
وقد صحح الشيخ أحمد شاكر إسناده لما ذكره عن رواته أنهم رواة الصحيح، ولما أورده عن الهيثمي في المجمع ١٠/ ١٩١ من أن رجال أحمد في هذا الحديث رجال الصحيح غير حبان بن زيد الشرعبي، وقد وثقه ابن حبان. =

<<  <  ج: ص:  >  >>