للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

تنفق نفقةً تبتغي بها وجْهَ الله إلا أُجِرْتَ عليها حتى اللقمة ترفعها إلى في امرأتك " (١)

وهو مقيَّدٌ بإخلاص النيَّة لله فتحْمَل الأحاديث المطلقة عليه. والله أعلم.

* * *

[[والدليل]]

• ويدلّ عليه أيضا قول الله عز وجل: {لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا} (٢) فجعل ذلك خيرًا واسم يرتبْ عليه الأجر إلا مع نية الإخلاص.

وأما إذا فعله رياءً، فإنه يعاقب وإنما محل (٣) التردد إذا فعله بغير نية صالحة ولا فاسدة.

* * *

[[وقيل يكفيه نية الإسلام]]

• وقد قال أبو سليمان الداراني: " من عَمِل عَمَلَ خيرٍ من غير نيّة كفاه نيّة اختياره للإسلام على غيره من الأديان".

وظاهر هذا أنه يثاب عليه من غير نية بالكلية؛ لأنَّه بدخوله في الإسلام مختارٌ لأعمال الخير في الجملة؛ فيتاب على كلّ عمل يعملُه منها بتلك النية. والله أعلم.

[[من قياسات النبوة]]

• وقوله: " أرأيت لو وضعها في الحرام أكان عليه وزر فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر".

هذا يسمى عند الأصوليين قياس العكس، ومنه قول ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقلتُ أنا أُخْرى: قال [رسول الله - صلى الله عليه وسلم -] (٤) " من يُشرك بالله شيئًا دخَل النار " وقلتُ: [أنا] من مات لا يُشرك بالله شيئًا دخلَ الجنة (٥).


(١) مضى ص ٦٨، ٦٩٣.
(٢) سورة النساء: ١١٤.
(٣) م: "يحمل".
(٤) ليست في ش.
(٥) بخاري ح ١٢٣٨، ٤٤٩٧، ٦٦٨٣ ومسلم ح ١٥٠ - (٩٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>