للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

• وفي مسند البزار بإسناد فيه نظر من حديث أبي هريرة رضي اللّه عنه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال:

" خزائن اللّه: الكلام؛ فإذا أراد اللّه (١) شيئًا قال له: كُنْ فكان".

فهو سبحانه، إذا أراد شيئًا من عطاء أو عذاب أو غير ذلك قَال له: كن فكان (٢)، فكيف يُتَصَوّر أن ينقص هذا؟ وكذلك إذا أراد أن يخلق شيئًا قال له: كن فيكون، كما قال: {إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} (٣).

* * *

وفي بعض الآثار الإسرائيلية: " أوحى اللّه تعالى إلى موسى عليه الصلاة والسلام: " يا موسى! لا تخافنّ غيري، ما دام لي السلطان، وسلطاني دائم لا ينقطع. يا موسى! لا تَهْتمَّنَّ برزقي أبدًا ما دامت خزائني مملوءة، وخزائني لما تفنى أبدًا! يا موسى! لا تأنَسْ بغيري ما وجدتني أنيسًا لك، ومتى طلبتني وجدتني؟ يا موسى! لما تأمنْ مكري ما لم تجز الصراط إلى الجنة!؟ ".

* * *

• وقال بعضهم:

لا تخضعنَّ لخلوقٍ على طَمَعٍ … فإنّ ذاكَ مُضرٌّ منكَ بالدّينِ؟!

واسترزقِ اللّهَ مِمَّا في خزائنه … فإِنما هيَ بين الكافِ والنّونِ؟!

* * *

[[إنما هي الأعمال تحصى علينا]]

وقوله: " يا عبادي! إنما هي أعمالكم أحصيها لكم، ثم أوفيكم إياها ".

يعني أنه سبحانه يحصي أعمال عباده تم يوفيهم إياها بالجزاء عليها: وهذا كقوله: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (٧) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} (٤) وقوله: {وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا} (٥)، وقوله: {يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ


(١) ليست في ر.
(٢) ب: " مكان " ر: " فكان ".
(٣) سورة آل عمران م ٥٩.
(٤) سورة الزلزلة: ٧، ٨.
(٥) سورة الكهف: ٤٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>