للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ورواه بعضهم فقال فيه (١): "الذين أُهْتِرُوا في ذكر اللّه، وفسر ابن قتيبة الهتْرَ (٢)؛ بالسَّقَطِ في الكلام، كما في الحديث: "المستبَّان شيطانَان يتكاذَبانِ ويتهاتَران" (٣).

قال: والمراد من هذا الحديث من عُمِّر وخَرِفَ في ذكر اللّه وطاعته.

* * *

[[والمفردون]]

قال: والمراد بالمفردين على هذه الرواية، من انفرد بالعمر عن القَرْن الذي كان فيه.

وأما على الرواية الأولى قال (٤): فالمراد بالمفردين المتخلون (٥) من الناس بذكر اللّه تعالى، كذا قال.

ويحتمل وهو الأظهر أن المراد بالانفراد على الروايتين الانفراد بهذا العمل، وهو كثرة الذكر دون الانفراد الحسي، إما عن القَرْن، أو عن المخالطة واللّه أعلم.

ومن هذا المعنى، قول عمر بن عبد العزيز ليلة عرفة بعرفة عند قرب الإفاضة: ليسَ السابقُ اليومَ مَن سَبق بعيرُه؛ وإنما السابق من غُفِر له.


(١) في رواية إسحق بن راهويه: "الذين يهترون بذكر الله عز وجل".
(٢) في الغريب ١/ ١٠٣.
(٣) أخرجه أحمد في المسند ٤/ ١٦٢ (الحلبي) من حديث عياض بن حمار قال: قلت: يا رسول الله! رجل من قومي يشتمني وهو دوني؛ عليّ بأس أن أنتصر منه؟ قال: "المستبان شيطانان يتهاذيان ويتكاذبان".
وأخرجه عقيبه في الصحيفة ذاتها من وجه آخر عن عياض أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "المستبان شيطانان يتكاذبان ويتهاتران".
وفي ص ٢٦٦ من الجزء ذاته من وجه ثالث أن رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - قال: "أثم المستبان ما قالا، على البادئ ما لم يعتد المظلوم والمستبان شيطانان يتكاذبان ويتهاتران" وهو عند الطبراني في الكبير ١٧/ ٣١١ من وجهين عن عياض بنحوه.
وقد أورده الهيثمي في المجمع ٨/ ٧٥ من حديث عياض ثم قال: رواه أحمد والبزار والطبراني في الكبير والأوسط ورجال أحمد رجال الصحيح.
ورواه ابن حبان في الصحيح ٧/ ٤٩٢ من وجهين عن عياض بنحو ما عند أحمد في الموضع الأول.
وقد عقب أبو حاتم بقوله:
أطلق - صلى الله عليه وسلم - اسم الشيطان على المستب على سبيل المحاورة؛ إذ الشيطان دلَّه على ذلك الفعل حتى تهاتر وتكاذب، لا أن المستبين يكونان شيطانين.
ورواه البيهقي في السنن الكبرى ١٠/ ٢٣٥ بنحوه.
(٤) ليست في م.
(٥) ا، ب: "المتخلين".

<<  <  ج: ص:  >  >>