للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الهمّ والغمّ، ويقول: كلما كثر التعلق بها تألمت النفس بمفارقتها عند الموت، فكان هذا غاية زُهْدِهِمْ في الدنْيَا.

[[والثاني]]

والقسم الثاني من يقر بدار بعد الموت للثواب والعقاب، وهم المنتسبونَ إلى شرائع المرسلين.

[[وهم أقسام ثلاثة]]

وهم منقسمون إلى ثلاثة أقسام:

ظالم لنفسه.

ومقتصد.

وسابق بالخيرات بإذن الله.

فالظالم (١) لنفسه هم الأكثرونَ منهم، وأكثرهم وقف مع زهرة الدنيا وزينتها فأخذها من غير وجهها، "واستعملهما في غير وجهها" (٢) وصارت الدنيا أكبرَ هَمِّهِ، لها يغضب، وبها يرضى (٣) ولها يوالي، وعليها يعادي.

وهؤلاء هم أهل (٤) اللهو واللعبِ والزينةِ والتفاخُرِ والتكاثُرِ.

وكلهم لم يعرف المقصود من الدنيا، ولا أنها منزل (٥) سفر، يتزود منها لما بعدها من دار الإقامة، وإن كان أحَدُهُم يؤمنُ بذلك إيمانًا مُجْمَلًا فهو لا يعرفه مفصلًا، ولا ذاق ما ذاقه أهل المعرفة بالله في الدنيا مما هو أنموذجُ ما ادُّخِرَ لهم في الآخرة.

* * *

• والمقتصد منهم أخذ الدنيا من وجوهها المباحة، وأدى واجباتها، وأمسك لنفسه الزائد على الواجب يتوسع به في التمتع بشهوات الدنيا، وهؤلاء قد اختلف في دخولهم في اسم الزهاد في الدنيا كما سبق ذكره؛ ولا عقاب عليهم في ذلك إلا أنه ينقص (٦) من درجاتهم (٧) في الآخرة بقدر توسعهما في الدنيا، قال ابن عمر: لا يصيب عبد من


(١) م: "والظالم".
(٢) سقطت هذه الجملة من ب.
(٣) م: "بها يرضى، وبها يغضب".
(٤) سقطت من ب.
(٥) م: "منزلة".
(٦) "ا": "تنقص".
(٧) "ا": "من الآخرة".

<<  <  ج: ص:  >  >>