للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أَعظم الضرر الذي يجب كفه عن الأخ المسلم: [الظلم] (١).

وهذا لا يختص بالمسلم؛ بل هو محرم في حق كل أحد.

وقد سبق الكلام على الظلم مستوفى عند ذكر حديث أبي ذر الإلهي: "يا عبادي! إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرّمًا فلا تظالموا" (٢).

* * *

[[نصره ظالما أو مظلوما]]

ومن ذلك خذلان المسلم لأخيه؛ فإن المؤمن مأمور أن ينصر أخاه كما قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "انصر أخاك ظالما أو مظلوما" قيل: يا رسول الله! أنصره مظلوما؛ فكيف أنصره ظالما؟ قال: "تمنعه من الظلم؛ فذلك نصرك إياه".

• خرجه البخارى بمعناه من حديث أنس (٣).

• وخرجه مسلم بمعناه من حديث جابر (٤).

* * *

[[من آثار نصرة المسلم وخذلانه]]

وخرج أبو داود من حديث أبي طلحة الأنصاري وجابر بن عبد الله (٥)، عن النبي


(١) م: "وهذا من أعظم الضرر .. وهذا".
(٢) ص ٦٥٥. وهو الحديث الرابع والعشرون من أحاديث الكتاب.
(٣) أخرجه البخاري في: ٤٦ - كتاب المظالم. ٤ - باب أعن أخاك ظالما أو مظلوما ٥/ ٩٨ ح ٢٤٤٣، ٢٤٤٤ من رواية عثمان بن أبي شيبة عن هشيم عن عبيد الله بن أبي بكر بن أنس وحميد الطويل عن أنس مقتصرا على الشق الأول ومن طريق مسدد، عن معتمر، عن حميد .. بسياقه كاملا بنحوه، وفيه قال: "تأخذ فوق يديه".
ورواه في: ٨٩ - كتاب الإكراه: ٧ - باب يمين الرجل لصاحبه أنه أخوه إذا خاف عليه القتل أو نحوه .. إلخ ١٢/ ٢٢٣ ح ٦٩٣٢ من طريق محمد بن عبد الرحيم عن سعيد بن سليمان عن هشيم، وفيه: أفرأيت إذا كان ظالمًا كيف أنصره؟ قال: تحجزه أو تمنعه من الظلم، فإن ذلك نصره.
(٤) أخرجه مسلم في: ٤٥ - كتاب البر والصلة والآداب: ١٦ - باب نصر الأخ ظالما أو مظلوما ٤/ ١٩٩٨ ح ٦٢ - (٢٥٨٤) من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال:
اقتتل غلامان: غلام من المهاجرين وغلام من الأنصار، فنادى المهاجر أو المهاجرون: يآل المهاجرين! ونادى الأنصار: يآل الأنصار! فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: "ما هذا؟ دعوى أهل الجاهلية؟ " قالوا: لا يا رسول الله! إلا أن غلامين اقتتلا فكسع أحدهما الآخر؟ قال: "فلا بأس! ولينصر الرجل أخاه ظالما أو مظلوما؛ إن كان ظالما فلينهه؛ فإنه له نصر، وإن كان مظلوما فلينصره".
(٥) أخرجه أبو داود في: ٣٥ - كتاب الأدب ٤١ - باب من رد عن مسلم غيبته ٥/ ١٩٧ ح ٤٨٨٤ من رواية إسحاق بن الصباح، عن ابن أبي مريم، عن الليث، عن يحيى بن سليم، عن إسماعيل بن بشير، عن جابر وأبي طلحة بن سهل الأنصاري، فذكره.

<<  <  ج: ص:  >  >>